أسماء كاد ينتابها الغموض، إلا أنها ظهرت للنور، وتعود لتصدر الأخبار مرة أخرى، بعد مطالبة تنظيم داعش الإرهابي بإطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح رهائن كانوا محتجزين لدى التنظيم الإجرامي. من هذه ساجدة الريشاوي، وزياد الكربولي، الذي طالب داعش السلطات الأردنية الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وكاميليا شحاته، ووفاء قسطنطين الذي طالب التنظيم مصر بالإفراج عنهما مقابل إطلاق سراح الأقباط المصريين المحتجزين لديهم. اللافت أن تنظيم داعش لا يكمل المفاوضات حول الإفراج عن الأسماء التي تطالب سلطات الدول بالإفراج عنهم، ويقوم التنظيم الإرهابي بقتل الرهائن الذين يحتجزهم. وكان مصير الريشاوي والكربولي إعدام السلطات الأردنية لهما ردا على حرق تنظيم داعش الإرهابي للطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا، ومصير كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين مايزال يشوبه الغموض حتى الآن. ساجدة الريشاوي فبعد نحو 10 سنوات من الغياب في سجن النساء في الجويدة في عمان عاصمة الأردن، إثر فشلها في تفجير نفسها بأحد فنادق عمان عام 2005، وحكم عليها بالإعدام، عادت ساجدة الريشاوي للنور مرة أخرى لوقت قصير لتصدر الأخبار باعتبارها جزءا من المفاوضات بين الأردن وتنظيم داعش لإطلاق سراح الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة، الذي أعدمه التنظيم حرقا، وردت علي ذلك سلطات الأردن بإعدام الجهادية ساجدة التي طالب بها تنظيم داعش. اسمها بالكامل "ساجدة مبارك عطروس الريشاوي"، ومسقط رأسها العراق ومن مواليد 1965، فجرت الريشاوي 3 فنادق مع زوجها الشمري في العاصمة الأردنيةعمان، هما "راديسون ساس"، و"جراند حياة"، و"دايز إن" عام 2005، وراح ضحايا عملياتها الإرهابية 62 قتيلًا وأكثر من 100 جريح. دربها زوجها الشمري في عمان على كيفية استخدام الحزام الناسف، إلا أنها لم تستطع التنفيذ وهربت مع الناس بعد انفجار حزام زوجها في أحد الفنادق بالعاصمة عمان، ونجت ساجدة بأعجوبة من العملية الانتحارية لعدم انفجار حزامها الناسف، بينما مات زوجها الشمري. حكمت الأردن عليها بالإعدام في 2006، وكانت تقضي عامها العاشر بالسجن، وتوقفت الأردن عن تنفيذ أحكام الإعدام استجابة لضغوط منظمات حقوقية، وأعاد الأردن العمل بالإعدام إثر حادثة إعدام الطيار الكساسبة، وقام بإعدام ساجدة الريشاوي. زياد الكربولي اسمه بالكامل زياد خلف رجا الكربولي، تاجر عراقي، ملقب ب"أبو حذيفة"، من مدينة "القائم" العراقية، ويعد والده شيخ قبيلة الكرابلة، سافر إلى لبنان قبل هجوم القوات الأمريكية على مدينة "القائم"، إبان الحرب على العراق، وبعد فترة أعلنت الحكومة الأردنية اعتقال "زياد" من الأراضي العراقية، بتهمة مقتل سائق أردني، إضافة إلى اتهامه بأنه مسؤول الغنائم في تنظيم أبومصعب الزرقاوي في العراق. وعقب إعلان القبض عليه، أصدر تنظيم الزرقاوي، بيانا ينفي صله الكربولي بالتنظيم، الأمر الذي أكده "الكربولي" خلال عرضه على المحكمة الأردنية، حيث قال إنه بريء من التهم المنسوبة إليه، إضافة إلى أنه اختطف من أحد فنادق بيروت في لبنان، وليس من العراق كما قالت القوات الأردنية، وأنه تعرض للضرب والتعذيب. طرح اسم زياد الكربولي مع ساجدة الريشاوي ضمن صفقة تبادل لإطلاق سراح الصحفي الياباني كينج جوتو، المعتقل لدى تنظيم "داعش"، والذي ذبحه التنظيم. أعلنت السلطات الأردنية، تنفيذ حكم الإعدام في كل من ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي، ويأتي ذلك بعد ساعات من بث تنظيم "داعش" فيديو بشع عن حرق الطيار الأردني المحتجز معاذ الكساسبة حيًا داخل قفص حديدي. كاميليا شحاتة اسمها بالكامل كاميليا شحاتة زاخر مسعد، من مواليد 22 يوليو 1985 دير مواس بمحافظة المنيا مصر، وتعمل معلمة بمدرسة دلجا الإعدادية وزوجة للقس "تادرس سمعان" كاهن دير مواس، وهي حاصلة على بكالوريوس العلوم والتربية تخصص تاريخ طبيعي من جامعة المنيا في العام 2006. تقدم زوجها ببلاغ عن اختفائها وشهد مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية تظاهر مئات من الأقباط احتجاجا على ذلك، وطالب الأقباط أجهزة الأمن بسرعة التحرك لكشف غموض الحادث. وترددت الأنباء عن ظهور كاميليا زوجة القس المختفية بالجمعية الشرعية الإسلامية بالمنيا، ووقتها قال عيد لبيب عضو مجلس الشورى للمعتصمين أمام مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بأن كاميليا قد ذهبت بإرادتها لمقر الجمعية الشرعية الإسلامية، وهنا زاد الغموض أكثر حول اعتناقها الإسلام ولجوئها لأحد قيادات التيارات الإسلامية لحمايتها. وظهور تسجيل صوتي وآخر مرئي مع شخص يدعى "أبو يحيى مفتاح محمد فاضل"، من سكان المنيا، يقول فيه إن كاميليا توجهت إليه لطلب مساعدته في إشهار إسلامها وأظهر صورة التقطت لها وهي تستكمل إجراءات إشهار إسلامها، وهنا زاد الغموض أكثر. وخرجت مظاهرة حاشدة ضد البابا شنودة أمام مسجد النور بالعباسية مطالبة بالكشف عن مكان كاميليا كما خرجت وقفات متتالية واحدة في مسجد الفتح بميدان رمسيس بالقاهرة تنديدا لما أسموه احتجاز الأقباط الذين اعتنقوا الإسلام داخل الأديرة والكنائس، وعلى رأسهم كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين وكرستين مصري، وطالب المتظاهرون بعزل البابا شنودة، وتزامن ذلك مع وقفة أخرى في مدينة الإسكندرية بمسجد القائد إبراهيم بالمنشية احتشد فيها الآلاف مطالبين بنفس المطالب. وظهرت كاميليا شحاتة في لقاء مذاع على الهواء على قناة مسيحية يوم 8 مايو 2011 وأعلنت عدم صحة ما تردد عن اعتناقها الإسلام وأكدت أنها اختفت من منزلها بسبب خلافات زوجية وبدون علم أهلها وأنها عادت لمنزل زوجها. وفاء قسطنطين اسمها وفاء قسطنطين، فهي من مواليد العام 1956 وتعمل مهندسة زراعية، وكانت متزوجة من "مجدي يوسف عوض" وهو كاهن مسيحي مصري راعي كنيسة أبو المطامير في محافظة البحيرة، وقيل إنها أعلنت إسلامها في 2006. وعلى أثر ذلك ثارت الكنيسة المصرية والأقباط وقاموا بتظاهرات أكدوا فيها أنها أجبرت على الدخول في الدين الإسلامي، وشغلت هذه القضية الرأي العام المصري إلى أن تدخل الرئيس الأسبق حسني مبارك وأمر بتسليمها للكنيسة، لتدعها الكنيسة في بيت للراهبات في منطقة النعام في القاهرة عدة أيام قبل أن تنقل إلى دير الأنبا بيشوي، حيث التقت البابا شنودة وأمر بتعيينها في الكاتدرائية وعدم عودتها إلى بلدتها مرة أخرى. ولم تظهر وفاء مرة أخرى من ذلك الحين وسط ادعاءات بقتلها من قبل الكنيسة عقاباً لها، وأعلن وقتها أن البابا شنودة رفض بشكل نهائي ظهورها، لأن هذا سوف يسبب الكثير من المشكلات للكنيسة. وكانت هذه الحادثة سببا في قيام جماعة تابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" باقتحام إحدى كنائس بغداد وقتل أكثر من 50 مصليا، كما توعد هذا التنظيم بهجمات أخرى ما لم يتم إطلاق سراحها.