يستعد الصوفيون، المنتمون لصعيد مصر، للوقوف على جبل «حميثرة»، بالبحر الأحمر، غداً، تزامناً مع وقوف الحجيج على جبل «عرفات»، فى اليوم الختامى لمولد القطب الصوفى «أبوالحسن الشاذلى»، الذى يوافق وقفة عرفات، وتنحر فيه نحو 200 ألف ذبيحة، وتنصب حلقات الذكر والمدح النبوى حتى انتهاء العيد، فيما وصفه سلفيون ب«الشرك الأكبر لله». ويتوجه صوفيو الصعيد وبعض الدول مثل السودان وليبيا والمغرب والجزائر وتونس، فى رحلة إلى ضريح الشاذلى ليقضوا العيد فى رحابه، مدّعين أنه «حج أصغر» لمن لا يستطيع التوجه إلى الأراضى المقدسة، وينتقل أهالى الصعيد فى عربات معظمها نصف نقل يفترش سطحها الرجال والنساء فى رحلة طويلة لضريح «الشاذلى» على بعد 135 كيلومتراً غرب مرسى علم. وقال محمد علاء أبوالعزائم، شيخ الطريقة العزمية الشاذلية، إن الرحلة فى المقام الأول دينية يغسل بها الصوفيون أنفسهم من دنس الدنيا وهمومها. وأضاف ل«الوطن»: «أبوالحسن الشاذلى من أولياء الله الصالحين، حارب الصليبيين وجاهدهم رغم فقده البصر، ولاقته المنية وهو يتوجه إلى حج بيت الله الحرام وكان يحمل كفنه، ودفنته أسرته فى مقامه الحالى عند جبل حميثرة»، وانتقد أبوالعزائم بعض شيوخ السلفية الذين يحرّمون الرحلة، قائلاً: «هذا تفكير وهّابى صهيونى، ولا أصل له فى فى القرآن، وهدفهم النهائى هو هدم كل أضرحة الأولياء حتى يهدموا ضريح النبى صلى الله عليه وسلم». فى المقابل، وصف هشام كمال، المتحدث الرسمى للجبهة السلفية، عضو الهيئة العليا لحزب الشعب السلفى، تحت التأسيس، الرحلة إلى الضريح ب«الخزعبلات، وأحد اختراعات الصوفية فى دين الله». وقال ل«الوطن»: «بدعة تافهة تتعدى على أعظم شعائر الله، وهى الحج»، وأشار إلى أن من يتوجهون هناك بنية الحج الأصغر يتبعون أهواءهم، وتساءل: «هل يتحمل الوافدون، تكلفة السفر إلى مصر ولا يستطيعون تحمل تكلفة السفر للأراضى المقدسة؟»، منتقداً ذبح الماشية أمام الضريح، قائلاً: «شرك أكبر بالله فى شعيرة الذبح التى يحبها الله وقرنها بالصلاة فى كتابه الكريم»، وطالب الدولة بتفعيل دورها بالتصدى لهذه الظواهر الخارجة عن الشريعة الإسلامية. وقال الشيخ فوزى الزفزاف، وكيل الأزهر الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إن اختيار يوم الوقوف على جبل عرفات، للوقوف على جبل حميثرة، لا يصح، رافضاً ما يقال بأنه «حج أصغر»، لأنه لا يوجد إلا حج واحد فقط.