أكد السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر حريصة على عودة الهدوء واستقرار السودان والذى يعتبر ضرورة لدول الجوار والإقليم وأمن العالم، فلا يمكن تسوية وضع السودان عسكرياً، فلا يوجد حل عسكرى فى السودان، بل الحل يكمن فى التوافق بين الأطراف والتأكيد على حرصهم على كيان الدولة. وأوضح السفير حجازى، فى حواره مع «الوطن»، أن القيادة السياسية تولى اهتماماً كبيراً بالملف السودانى باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.. وإلى نص الحوار: القيادة السياسية تولى اهتماماً بالملف باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الأمن المصرى * كيف تابعت التحركات المصرية لتسوية الأزمة السودانية؟ - الدولة المصرية تولى اهتماماً كبيراً للأزمة السودانية، وهناك جهود مبذولة بقوة من أجل وقف إطلاق النار والعنف وعودة الاستقرار مرة أخرى، فمصر تؤكد على وحدة الأراضى السودانية، كذلك الحلول السلمية المناسبة لإنهاء هذه الأزمة، ورفض أى تدخل خارجى فى السودان، كذلك تقوم مصر بالتواصل مع دول الجوار من أجل حل الأزمة السودانية، فالقيادة السياسية تولى اهتماماً كبيراً بالملف السودانى باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، كذلك هناك تحركات مصرية على مستوى تقديم جميع الخدمات الطبية والإنسانية للسودانيين الذين يأتون إلى بلدهم الثانى فراراً من القصف والاشتباكات فى بلدهم السودان، والترحاب بكل اللاجئين من كل دول العالم عبر المعابر المصرية. * بالحديث حول دول الجوار هناك زيارة لوزير الخارجية لدولتى تشادوجنوب السودان، ما رأيك؟ - تأتى جولة وزير الخارجية سامح شكرى لتشادوجنوب السودان حاملاً رسائل من الرئيس السيسى لرئيس تشاد محمد إدريس ديبى، ورئيس جنوب السودان سلفا كير، فى إطار جهود الدبلوماسية المصرية لتأمين دعم ومساندة دول الجوار فى الضغط والتأثير على الأطراف السودانية بالشكل الذى يسهم ويدعم وقف إطلاق النار، والمباحثات الجارية فى الرياض وهى اتصالات رفيعة المستوى تؤكد مصر من خلالها حرصها التام على عودة الهدوء والاستقرار إلى السودان، باعتبار السودان جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى. * هل يمكن التوصل إلى تسوية دائمة وشاملة للنزاع فى أسرع وقت؟ - بجوار السودان 8 دول أفريقية يجعل منها محيطاً للاستقرار، وأى اضطراب فى السودان قد يؤدى لزعزعة الاستقرار، واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية فى العالم وهى منطقة شرق القارة والقرن الأفريقى المرتبط بأمن الخليج، وممرات الملاحة فى البحر الأحمر مروراً بخط المضايق وقناة السويس، الأمر الذى يجعل من أمن واستقرار السودان ضرورة ومصلحة لدول الجوار وللإقليم وللأمن والسلم الإقليمى والأوضاع السياسية والأمنية على الصعيد الدولى. * هل يحسم الحل العسكرى الأزمة فى السودان؟ - لا يوجد حل عسكرى فى السودان، والحل يكمن فى التوافق بين الأطراف والتأكيد على حرصهم على كيان السودان ووحدة أراضيه والدفاع عن مؤسساته بشكل لا يؤدى لمزيد من الانشقاق والاستغلالات الإقليمية والدولية، والبعد عن الاستقطابات والخروج بالسودان من هذا المأزق وإعادة العملية السياسية فى ظل وجود الأحزاب المدنية، ويعود الجيش لدوره كمراقب لوحدة السودان وسلامة أراضيه فى إطار تعزيز الشراكة بين القيادات السودانية والابتعاد عن الانحيازات الإقليمية وتدويل النزاع لإبقاء السودان ضمن محيط بعيد عن دائرته الوطنية والإقليمية، ويجب على الشركاء فى السودان البحث عن المصالح المشتركة والتعاون فيما بينهم من أجل هدف وطنى واحد وهو إنقاذ السودان وشعبه وثرواته والحفاظ على الوحدة الوطنية ومؤسسات الدولة. * البعض يتحدث عن استمرار الأزمة لمدة أطول.. ما تقديركم لذلك؟ - بكل تأكيد لا حرب ترتجى فى الفترة الحالية، ولا يمكن تسوية وضع الدول بالوسائل العسكرية والحروب التى تفتح الأبواب لتدخلات إقليمية ودولية ترهق كيان الدولة، ولا يمكن التسوية بالتدخلات الخارجية بل بإرادة الشعب والعمل الجاد لتوفير السند الدبلوماسى والاقتصادى والتنموى المطلوب. عودة سوريا القرار العربى بعودة سوريا إلى أحضان الجامعة العربية قرار حكيم بعد 12 عاماً من الغياب السورى، فقرار مجلس الجامعة العربية بعودة عضوية سوريا للجامعة أحد التطورات العربية الأكثر أهمية خلال ال12 عاماً الماضية، حيث تعود سوريا كمركز ثقل فى الساحة الدولية اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، والوقوف مع شعبها فى الأزمة التى طالت بسبب الترهلات الإقليمية والدولية فى الشأن السورى، ما استدعى العديد من المحاولات لرأب الصدع الدولى والداخلى الأمر المؤكد الذى يعلمه الجميع، وأدعو للنظر فى مشروع عربى قومى لإعادة إعمار سوريا حتى تستطيع التعافى والعودة بقوة للشأن العربى.