قال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية، إن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، استقبل مساء أمس بالمقر البابوي، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، الشيخ عبداللطيف دريان مفتي لبنان، يرافقه الدكتور شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية. وأضاف حليم، في بيان له اليوم، أن الزيارة تأتي في إطار زيارة مفتي لبنان الحالية لمصر، وأشار مفتي لبنان خلال اللقاء، إلى اعتزازه بمصر وبالأزهر الشريف، الذي يعتبره مرجعية دينية أساسية بالنسبة لمسلمي لبنان، كما دعا جميع المصريين للتكاتف والحفاظ على الوطن. وأكد رديان، أن ما يفعله الإرهابيون من قتل وتهجير لا ينتمي إلى الإسلام، لأن الأديان السماوية تدعو لخير الإنسان. وجاءت نص كلمة المفتي، كما نقلها بيان الكنيسة: "مصر دولة عزيزة، والأزهر بالنسبة لنا مرجعية كبرى، ونتطلع إليك في مصر(موجهًا كلامه للبابا) لتعزيز الوحدة المسيحية الإسلامية، ولا نتصور مصر أو لبنان بدون مسيحيين، وما يحدث من عمليات تهجير أو قتل هي أمور لا تنتمي إلى الإسلام، فالمجازر ليست من الإسلام في شئ وما يحدث من انتهاكات في حق المسيحيين أو السنة أو الشيعة ليس من الدين في شيء". وتابع مفتي لبنان في كلمته "رسالتنا واحدة، والأديان السماوية بمجملها هي لخير الإنسان، وتحفظ كرامته وحقوقه وحرياته، فنعمل وإياكم على ذلك سواء في مصر أو لبنان أو أي بلد أخرى، فهذا الشرق نحن صنعنا حضارته سويًا، ونتطلع لتعزيز العيش الواحد في مصر، أنتم الآن في حاجة إلى وقفة رجل واحد حول الرئيس البطل لتحقيق الأمن والاستقرار، وأي يد تمتد إلى الجيش المصري يجب أن تقطع". وتابع دريان "نعمل على المحبة، والمحبة قيمة أكبر من التسامح، لذا فنحن نحب بعضنا البعض بالرغم من الاختلاف". من جهته، أكد البابا أن الأديان تتوافق ولا تتطابق، مشيرًا إلى أهمية دور القادة في نشر القيم الإيجابية، ولا سيما ثقافة قبول الآخر، التي تعد مفتاحًا للعيش المشترك. وقال البابا "المصريون لهم تاريخ طويل في العصور الفرعونية والمسيحية والإسلامية، وثقافة قبول الآخر هي المفتاح للعيش المشترك، والتنوع يعطي جمالًا، ومهمتنا كقادة أن نربي الناس على ثقافة قبول الآخر والتنوع، فالآخر إضافة لي، يضيف إلى خبراتي الإنسانية، ويوجد فرق بين الاختلاف والخلاف، فالاختلاف لا غنى عنه، وتجربة بيت العائلة وليدة منذ 4 سنوات، وتلقى رعاية قوية من الأزهر والكنيسة، وهي ممتدة ولها دور فعال في مجالات كثيرة، ولابد أن نربي أولادنا على قبول الآخر، وتوجد قرابة جسدية وقرابة إنسانية والقرابة الإنسانية أشمل". فيما قال الدكتور شوقي علام، مفتي الأزهر، إن مصر بها نماذج إيجابية كثيرة اجتماعيًا وفكريًا، تؤكد حقيقة العيش المشترك، وتوضح عمق العلاقة، ونجد أن أحد المسيحيين أصدر كتاب عن الرسول "محمد الرسول والرسالة"، وكذلك أحد المسلمين أصدر محاضرات عن المسيحية "محاضرات في النصرانية"، وهذا يؤكد حقيقة العيش المشترك، فالذي جذره التاريخ لا ينفصل في لحظة، وواقع المصريين مستقر، وتم التعبير عنه في 30 يونيو و3 يوليو والخميس الماضي، وما زال مستمرًا.