مزيج فريد من التاريخ والحضارة والثقافة والفن والطرب الأصيل يضىء ليالى شهر رمضان فى 10 مواقع أثرية، فمن بيت السحيمى إلى قصر الأمير طاز إلى قبة السلطان الغورى وبيت العينى وبيت الست وسيلة وقصر الأمير بشتاك وغيرها من المواقع التى تزخر بها القاهرة التاريخية وتفتح أبوابها لاستقبال الجمهور خلال شهر رمضان بالتعاون بين وزارتى الثقافة والسياحة والآثار لتقديم برنامج حافل يضم 150 فعالية تتنوع ما بين الإنشاد والشعر وفرق التنورة والمولوية وعروض الآلات الشعبية وليالى العود. «أبوالحسن»: الفعاليات الثقافية تحميها من الإهمال وقال الدكتور هانى أبوالحسن، رئيس صندوق التنمية الثقافية، إن استغلال المناطق التراثية والأثرية فى إقامة مثل هذه الأنشطة يحافظ عليها وينقذها من وحش الإهمال الذى كان ينهش عشرات المناطق الأثرية التى تزخر بها مصر بشكل عام والعاصمة بشكل خاص فالأنشطة سواء كانت ورشاً تدريبية أو ندوات أو احتفالات تحافظ على المبانى من الهجر وتعيدها للحياة وتربط ما بين التراث المادى وغير المادى. وأضاف رئيس صندوق التنمية الثقافية: «من هذا المنطلق كان التعاون بين وزارتى الثقافة والسياحة والآثار فى عمل عشرات الأنشطة بين لقاءات فكرية لعروض الفرق النوعية للورش المسرحية والحفلات الموسيقية التى تجاوزت رفع لافتة «كامل العدد» ليكون الإقبال ضعف العدد خاصة خلال شهر رمضان المعظم، واللافت هو نوعية الجمهور حيث كان الإقبال من فئات شبابية كنا نظن أنهم لا يستمعون سوى لنوع معين من الموسيقى الغربية لنفاجأ بهذا الكم من الإقبال على حفلات الإنشاد والتنورة وبيت العود وهو ما فاق التوقعات وكان الإقبال من السائحين سواء المتعاقدين مع شركات السياحة أو بشكل فردى أو حتى من الجاليات الأجنبية وأعضاء السلك الدبلوماسى فى السفارات كبيراً، وكانت أعدادهم فى بعض الحفلات تفوق أعداد المصريين ما شكّل عنصر جذب إضافى للمنتج السياحى المصرى. من جانبه، أرجع الفنان عامر التونى مؤسس فرقة المولوية المصرية والمشرف على مركز إبداع قبة الغورى، الإقبال الذى تزايد بشكل ملحوظ خلال رمضان هذا العام إلى تخطيط البرنامج ليناسب أذواق فئات مختلفة من الجمهور، وبما يتناسب مع طبيعة كل مركز إبداع داخل كل منطقة أثرية وسعته. وأشار «التونى» إلى أن صندوق التنمية الثقافية افتتح فعالياته بعروض قصر الأمير طاز وكان المكان كامل العدد تلتها عشرات الفعاليات للمنشد إيهاب يونس وعازفة الهارب منال محيى الدين وفرق الإنشاد المتنوعة والفنون الشعبية والتنورة التراثية، مشيراً إلى أن المراكز الثقافية شهدت إقبالاً فاق التوقعات، وأكد أن إقامة مثل هذه الفعاليات فى المواقع الأثرية تلقى الضوء على التاريخ المادى وغير المادى فى نفس الوقت من فنون شعبية واستعراضية وتراث وملابس.
