شعرها الأسود الطويل يتماوج في دلال، جسدها ينبض بالغواية في تمايلات ناعمة كأنها وتر تداعبه عصا «كمنجاتي» بارع.. على عتبات الأنوثة تضع أولى خطواتها، تتحسس طريقا إلى دنيا النساء، لا تترك سامرا للرقص، أو جلسثة للثرثرة دون أن تتلصص لتتسمع ضحكاتهن وحكاياتهن المكشوفة.. الموسيقى لازالت تهدهد جسدها الفارع، الأفعى بداخلها تتلوى بينما رمانها يصوب حباته المنفلتة نحو الحرية في هزات مغرية.. تقرصها أيادي أترابها، يردن أن تترك لهن مجالا ليبرزن براعة أجسادهن في اصطياد الرغبة من شوارب تنهش ساحة الرقص بأعين صياد لا يعرف أنه الفريسة.. تبتعد على مضض دون أن يتوقف جسدها -الذي بدا وكأن الموسيقى سحبته لعالم آخر- عن الاهتزاز.. فجأة.. تجتاحها حرارة شديدة، تطن أذنيها، تشعر أن كل ما حولها صدى لدنيا بعيدة.. وسط الزحام ارتعشت روحها للمسات يدين تتحسسانها في مهارة، كتمت تأوهاتها بين شفتين حائريتين.. تلثم اليدين تفاصيلها في بطء مثير، تحتضنان رمانها في قسوة تشعلها، لم تكن خائفة أبدا من فعل الحب، غلبت سعادتها خوفها الغريزي وشعورا بالذنب ساورها على استحياء، كانت لمسته اعترافا باكتمال أنوثتها، وضعتها رسميا في حزب نون النسوة الذي طالما اشتهته.. تصل اليدين اللتان لا تعرف صاحبهما لأسفل ظهرها فتكفان عن الشغف، وكأن خيبة أمل أصابتهما، وكأنهما تبحثان عن شئ مفقود.. تبتعد اليدين ثم تعودان مجددا بعنف يتحول إلى لمسات فاترة خلال ثوان، تزوغ عيناها، تهبط من ذروة انتشائها، تتوقف هزات جسدها أخيرا.. هل خسرت معركتها بهذه السرعة؟!، كانت تعلم أن مؤخرتها الضامرة التي تخفيها بالملابس الملونة الهفهافة ستخذلها يوما.. يديه تنسحبان عن طاولتها العامرة إلا قليلا بعد أن فقدتا الشهية، هكذا سيكون حالها في كل مرة، سيتوقفون دوما هناك بعد أن يشعلوها بسماد الرغبة ليتركونها وحدها تتلوى من الألم.. تهدلت حبات رمانها، انطفأت أنوثتها بعد أن خسرت مكانها في حزب نون النسوة، يزداد الزحام ويعلو صوت الموسيقى، بينما جسدها يقف منبوذا كجذع شجرة يابسة عافته يد القاطفين..