قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فوك جيريميتش إن مساعي الفلسطينيين لرفع مستوى تمثيلهم بالمنظمة الدولية إلى دولة غير عضو ستنجح على الأرجح وحذر الولاياتالمتحدة من قطع تمويلها للمنظمة بشأن القضية. وبعد ما فشل الرئيس الفلسطيني محمود عباس العام الماضي في الحصول على العضوية الكاملة للفلسطينيين بالأممالمتحدة بسبب المعارضة الأمريكية، قال الشهر الماضي إنه سيطلب من الجمعية العامة التي تضم 193 عضوا الموافقة على ترقية أقل طموحا لوضع السلطة الفلسطينية من "كيان" مراقب حاليا إلى "دولة غير عضو" مثل الفاتيكان. وقال جيريميتش وهو صربي إن عباس يجري مشاورات مع أعضاء الأممالمتحدة ومن المتوقع أن يدعو إلى اجتماع بشأن القضية الفلسطينية الشهر القادم على أقرب تقدير بعد فترة وجيزة من الانتخابات الأمريكية المقررة في السادس من نوفمبر تشرين الثاني. وأضاف وزير الخارجية الصربي السابق البالغ من العمر 37 عاما في مقابلة مع رويترز "معظم الناس يتوقعون أن يكون في النصف الثاني من نوفمبر". وقال "إذا قرروا السعي إلى ذلك بعد هذه المشاورات وهو ما أعلنه الرئيس عباس في خطابه في سبتمبر.. يتوقع الغالبية إقرار هذا". وحذرت الولاياتالمتحدة وإسرائيل الفلسطينيين من السعي لرفع تمثيلهم وأشارتا إلى أن هذا يمكن أن تكون له عواقب مالية على السلطة الفلسطينية. وعبر دبلوماسيون ومسؤولون بالأممالمتحدة عن قلقهم أيضا من احتمال خفض الولاياتالمتحدة تمويلها الذي يمثل 22 في المئة من الميزانية العادية للمنظمة الدولية. وقال جيريميتش إنه لا يرغب في إلقاء محاضرة على واشنطن لكنه عبر عن قلقه بشأن احتمال تعليق تمويل الأممالمتحدة بسبب القضية الفلسطينية. وقال إن هذا ستكون له "عواقب مالية وخيمة" على الأممالمتحدة. وأضاف "لا أعتقد أن خفض المساعدة المالية سيكون في صالح الولاياتالمتحدة.. لكن ليس لي أن اقول للولايات المتحدة ما ينبغي أن تفعله. هم يعلمون ما هو الأفضل بالنسبة لهم وهذا ما سيفعلونه." وقطعت الولاياتالمتحدة تمويلها عن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) العام الماضي بعدما منحت الفلسطينيين عضويتها الكاملة. ويحظر قانون أمريكي صدر في 1990 تمويل منظمات الأممالمتحدة التي تمنح عضويتها الكاملة لأي جماعة لا تتمتع "بسمات معترف بها دوليا" للدولة.وأكد جيريميتش أن الفلسطينيين لا يسعون لعضوية الأممالمتحدة وإنما للاعتراف بهم كدولة غير عضو. إلا أن مثل هذه الترقية في التمثيل يمكن أن تزعج إسرائيل إذا أن تصنيف الفلسطينيين كدولة بدلا من كيان سيسمح لهم بالانضمام لجهات مثل المحكمة الجنائية الدولية ورفع شكاوى ضد إسرائيل بسبب استمرار احتلالها لأراض فلسطينية. ويحتاج الفلسطينيون لأغلبية بسيطة لرفع درجة تمثيلهم لكنهم يتوقعون الحصول على تأييد ما بين 150 و170 دولة من أعضاء الجمعية العامة.