مدينتا «طبرق» و«جغبوب» فى ليبيا، هما مركز عمليات تهريب السلاح من ليبيا إلى مصر، الأولى تقع على ساحل البحر المتوسط على بعد 450 كيلومتراً غرب مدينة السلوم المصرية، والثانية على الحدود المصرية الليبية، يفصلها عن واحة سيوة 30 كيلومتراً فقط. يسلك المهربون القادمون من طبرق طريقاً يمر بمدينة «مساعد» وصولاً إلى مدينة السلوم، وتمر الرحلة بثلاث نقاط حدودية هى «القرن» تبعد حوالى 250 كيلو متراً جنوب السلوم، و«الربضة» التى تبعد عن المنفذ 140 كيلو متراً، و«سيدى عمر» جنوب منفذ السلوم بحوالى 40 كيلومتراً. أما التهريب من مدينة جغبوب القريبة من الحدود المصرية، يتم عبر بحر الرمال الأعظم بالدوران حول واحة سيوة جنوباً بعيداً عن التجمعات السكنية، وتعد هى المنطقة الحدودية الوحيدة التى لا توجد بها أسلاك شائكة، وينقل المهربون السلاح بسيارات التويوتا اللاند كروز. بين حين وآخر، تتمكن قوات حرس الحدود من إحباط عمليات تهريب، وضبط فى الفترة الأخيرة أكثر من أربعين مهرباً بحوزتهم 2240 قطعة سلاح تشمل بنادق آلية روسية، ورشاشات خفيفة، ومتوسطة، وبنادق قناصة ذات تليسكوب، وطبنجات برتا إيطالى، وبراونج بلجيكى، وسميث أمريكى، و15 مليون طلقة ذخيرة تشمل طلقات سلاح قناصة عيار 45 وطلقات الرشاشات الحديثة الروسية والإسرائيلية، وطلقات الأسلحة الآلية عيار 39 مم، و27 قاذف أر بى جى، و6 صواريخ مضادة للطائرات و2 قنبلة يدوية. عدد من تجار الأسلحه المهربة -رفضوا ذكر أسمائهم- أكدوا أن تجارة السلاح انتعشت بعد الثورة الليبية، ووفقاً للأرقام غير الرسمية المتداولة، يبلغ حجم تجارة السلاح بين مصر وليبيا 60 مليار جنيه منذ اندلاع الثورة الليبية حتى الآن، وعن الأسعار يقول التجار: «سلاح الأستريلا وهو عبارة عن سلاح مضاد للطائرات الأغلى وسعره 100 ألف جنيه، والصاروخ ال14.5 المضاد للطائرات سعره ما بين 60 إلى 70 ألف جنيه، والسلاح الآلى المتعدد من 35 إلى 40 ألف جنيه، وسلاح القناصة 20 ألف جنيه، والآلى الإسرائيلى ما بين 11 وحتى 15 ألف جنيه، والطبنجات البرتا الإيطالى، والبراونج البلجيكى والسيمنز الألمانى تتراوح أسعارها بين 10 إلى 20 ألف جنيه، ويعد السلاح الروسى الآلى هو أكثر الأسلحة المهربة من ليبيا ويتزايد الطلب عليه فى مصر. وتباع الأسلحة فى مصر بزيادة قدرها أربعة أضعاف عن سعرها فى ليبيا، وتعد سيناء والصعيد أكبر سوق لتجارة السلاح ويهرب جزء منه إلى داخل غزة عبر الأنفاق.