أكد خلف الزناتي نقيب المهن التعليمية، أن المؤسسات التعليمية بالوطن العربي تشهد عددًا غير قليل من المعلمين، يركزون على نقل معلومات أغلبها محدود القيمة، وهو ما يضفي عليها صفة التقليدية. جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها بورشة العمل الإقليمية التي انعقدت بمدينة "كازابلانكا" بالمملكة المغربية الشقيقة في الفترة من 8 إلى 9 يناير الجاري لمناقشة جودة التعليم بالعالم العربي. وأشار "الزناتي"، إلى أن الأيام الماضية شهدت نقلة في التعليم، فتحول من القلة إلى تعليم الكثرة فتراجعت الأهداف النوعية، مما أدى إلى تعزيز ظواهر غير صحية في التنمية، والتي تعتمد بشكل كلي على أيدي الأفراد المتعلمين مما يتطلب السعي نحو تنمية التعليم من خلال التوسع في المؤسسات التعليمية لإعداد جيل من العمال الماهرة في كل قطاعات الإنتاج والخدمات. وأكد نقيب المهن التعليمية على أن التعليم هو صناعة التنمية البشرية، وأن التطوير يتوقف على تغيير المضمون العلمي، حتى يتمكن التطور العلمي والتكنولوجي مواجهة سوق العمل، بالإضافة إلى تطوير هياكل ومناهج التعليم لتحقيق التقدم بما يتلائم مع ثورة المعلومات والاتصالات. وتابع النقيب: "نحن أمام ثورة علمية وتكنولوجية تتطلب منا نظامًا تعليميًا يحقق الجودة، ويمنح الفرصة للحصول على خبرات تعليمية تلبي الاحتياجات المستقبلية لدفع عجلة التنمية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي". وشدد "الزناتي" على أهمية تغيير مفهوم التعليم في هذه الفترة التي تظلها العولمة، وتسيطر عليها التكنولوجيا، موضحًا أنه لا يمكن الاعتماد على التعليم فقط داخل المدارس، ولكن لابد أن يتخطى حدودها ليصبح محركًا أساسيًا لمنظمة التنمية الاقتصادية، ومن العوامل الهامة لجذب الاستثمارات. وأشار نقيب المهن التعليمية إلى أن ثروات الشعوب الآن أصبحت تقدر بثرواتها من القوى المتعلمة، التي بات غيابها يهدد بقية الثروات في ظل التكتلات الاقتصادية، وثورة المعلومات والتكنولوجيا. وفي نهاية كلمته وجه "الزناتي"، خالص تحياته وتقديره للحضور وعلى رأسهم الصادق الرغيوي رئيس نقابة المعلمين بالمغرب، وأعضاء النقابة وكذلك ممثلين البنك الدولي وأكاديمية رانيا للمعلمين بالأردن، ومنظمة التعليم الإقليمية "الكسو". وشارك من مصر في الورشة الدكتور علي فهمي الحارس القضائي لنقابة المهن التعليمية، وإبراهيم الشبكشي رئيس النقابة الفرعية للمعلمين بجنوب القاهرة.