60 عاما من العزلة والرعاية الخاصة لابن فيروز «هلي».. بطل أغنية «سلملي عليه سلم»

«سلِّملى عليه وقل له إنى بسلِّم عليه.. بوّسلى عينيه.. وقل له إنى ببوّس عينيه.. انت يللى بتفهم عليه.. سلِّملى عليه سلم» هكذا أطربتنا جارة القمر، السيدة فيروز، فى الأغنية الشهيرة «سلملى عليه» ضمن أغانى ألبومها «مش كاين هيك تكون» سنة 1999، كلمات غامضة كُتبت بيد السيدة فيروز بطريقة ارتجالية، قيل إنها وُجِّهت لابنها «هلى»، فعلى الرغم من القصة التى تم تداولها حينها بالصحف اللبنانية عن توجيه الأغنية لابنها الصغير، إلا أنها باتت فى محل التساؤلات بين الحقيقة والشائعات، حتى ظهر «هلى» الجانب الآخر من حياة جارة القمر.
أمومة مختلفة عاشتها السيدة فيروز مع أبنائها الأربعة، وعلى رأسهم «هلى»، الذى كشفت شقيقته «ريما» عن صورة له نشرتها مؤخرًا، ما فتح التساؤلات عن ابن فيروز صاحب المرض النادر، ومتحدى الإعاقة، والذى لم تمنعها الشهرة والعمل والتاريخ من تربيته والاعتناء به، حتى ظهر فى الكبر كاشفاً عن الوجه الآخر لأمومة فيروز الاستثنائية، «هلى» واسمه يعنى أهلى باللهجة اللبنانية، رفضت فيروز وضعه فى دار للرعاية، وقامت برعايته بنفسها حتى بعد تخطيها سن الثمانين.
بملامح العجز والشيخوخة، وكأن مشوار عمره الطويل ارتسم على وجهه، ظهر «هلى» على مقعد متحرك، يتشبث بيد والدته كأنه طفل تائه بدونها، خلال ظهورهما معاً فى الكنيسة لحضور قداس الذكرى ال36 لرحيل والده الموسيقار الكبير عاصى الرحبانى.
منذ ولادته عام 1958 أكد الأطباء لجارة القمر أن نجلها الصغير لن يعيش سوى سنوات قليلة، إذ وُلد وهو يعانى إعاقة ذهنية وحركية، لا يستطيع الحركة إلا بكرسى متحرك، ولكن غلب قلب فيروز على عقلها وأحاديث الأطباء، لتقرر تولى رعايته بنفسها، وتغنى له ولأجله، بعيداً عن عيون الصحافة والإعلام مارست أمومتها ولم تُظهره حتى تفاجأ به عشاقها من الوطن العربى.
الكثير والكثير حول تضحيات السيدة فيروز من أجل تربية ابنها والاعتناء به، كان على رأس ذلك ما كشفه الكاتب السورى سامى المبيض فى منشور عبر حسابه الرسمى، مسلطاً الضوء على أمومة فيروز التى طغت على فنها، فى واقعة شهيرة، بعد أن اعتذرت حينها عن حضور معرض دمشق الدولى والغناء على خشبة مسرحه يوم 23 سبتمبر عام 1958 لمرض الرضيع «هلى» الذى أصيب وقتها بمرض التهاب السحايا.