"لا أخشى الموت وأنتظر الشهادة"، بهذه الكلمات أعرب الرائد ضياء فتحي، في حوار سابق أجرته معه "الوطن" مطلع أغسطس 2013، عن استعداداه للموت في أي لحظة، مضيفًا "الغلطة الأولى هي الأخيرة في هذه المهنة". ويقول فتحي، الضابط بإدارة المفرقعات بالجيزة، الذي استشهد اليوم أثناء تفكيكه عبوة ناسفة عثر عليها بجوار قسم شرطة الطالبية، أنه يتوقع موته في كل مرة يخرج فيها لمهمة عمل، متابعًا "الإصابات التي يخرج بها الضابط أيًا كانت هي في الحقيقة أخف ضررًا مما قد يتعرّض له زميله الآخر الذي يعمل في إدارة المفرقعات، فخروجه في كل مرة يعني استشهاده، إلى حين عودته سالمًا من تلك المهمة". يتذكر ضياء، خلال حواره، عندما تلقى بلاغًا من النجدة بوجود جسم غريب أسفل كوبري الجامعة خرج كعادته مستعدًا لمهمته بالركوب فى سيارة المفرقعات، لديه سترة خاصة يرتديها بمساعدة اثنين من فريق العمل الذى تحرّك معه لثقل وزنها إذ يبلغ وزنها نحو 35 كيلوجرامًا، تعمل في إطار تبريدى محدد، ولتلك السترة دور واحد أساسي وهو الحفاظ على الجثة من أن تتحول إلى أشلاء فى حالة حدوث انفجار، ولكنها لا تعني الحماية له من الموت، فمهمته هي الأخطر بين باقي زملائه، ويظل مثقلًا بمهمة كبيرة في توقيف مفعول قنبلة ألقاها أحد الإرهابيين في مكان ما بهدف تدمير المنشآت وقتل المواطنين. وتعيد "الوطن" نشر الحوار كاملًا في العدد المطبوع الصادر غدًا.