كُتب على نادى الزمالك عدم الاستقرار على مستوى فريق الكرة والإدارة، فعلى مدار العام المنقضى 2014 تعاقب على تدريب النادى خمسة مدربين؛ بداية من حلمى طولان، مروراً بأحمد حسام «ميدو»، وحسام حسن، ومحمد صلاح، والهارب باتشيكو، حسام حسن شهد على خروج الزمالك من دورى أبطال أفريقيا وتذيل المجموعة، كما خسر السوبر أمام الأهلى بضربات الترجيح، وعانى من تذبذب النتائج مع بداية الدورى، و«صلاح» كان مؤقتاً قبل أن يأتى البرتغالى باتشيكو ويعيد الانتصارات للفريق، لتبدأ جماهير الزمالك كعادتها فى بداية كل موسم نسج أحلام وردية بأن الفريق سيعود لمنصات التتويج، وتحديداً فى بطولة الدورى التى غاب النادى الأبيض عن معانقتها منذ عشر سنوات. وقبل أن ينتهى العام كان للزملكاوية ما أرادوا، حيث صدارة الدورى بعد مرور 15 جولة من عمر المسابقة، وانتظروا أن يكون 2015 عام الانتصارات البيضاء، حتى مع رحيل مؤمن زكريا للأهلى، لكن كالعادة جاءت آفة عدم الاستقرار التى تعشش داخل جدران القلعة البيضاء لتضرب من جديد وبقوة فى اليوم الأول من العام الجديد، حيث هروب باتشيكو. البرتغالى هرب من جدران القلعة البيضاء لشعوره بعدم احترام ذاته واختصاصاته بسبب تدخلات الإدارة فى عمله والتى بدأت بعد الخسارة من إنبى بهدفين والتى قصمت ظهر البعير فى علاقة باتشيكو بنادى الزمالك ورئيسه، الذى هاجم المدرب بشدة، ورغم محاولات مجلس الإدارة احتواء الأزمة فإن المدرب رأى من الضرورى الرحيل مستغلاً عدم وجود شرط جزائى، فضلاً عن وجود عرض مغرٍ للمدير الفنى من نادى الشباب السعودى، لكن ذلك كان آخر الأسباب. وكالعادة بدأ جمهور الزمالك يشعر بالقلق على فريقه، وبدأت الإدارة فى رحلة البحث عن مدرب جديد، الجميع حائر بين المدرب الأجنبى ونظيره المصرى، أولاد النادى منهم من يخشى القفز إلى صدارة المشهد خوفاً من «عدم الاستقرار»، الذى بات أسلوب حياة خاصاً بالنادى العريق، الجماهير تثق فى اللاعبين الموجودين حالياً لكنها لا تثق فى فوز الفريق ببطولة ما دام التخبط موجوداً، كل أحلامهم تتوارى مع فخ باتشيكو، الفخ الذى سقط فيه النادى الأبيض فى منتصف الدورى وفى مرحلة حساسة دون تحديد المتسبب فيه: المدرب البرتغالى أم النادى نفسه؟ ويبقى السؤال المحير للزملكاوية فى الداخل والخارج: هل ما يعانى منه الزمالك فى كل الأزمنة وعلى مستوى كل الإدارات نحس خاص بالسحر والعفاريت التى يتحدث عنها رئيس النادى الحالى فى كل مناسبة يسقط فيها فريقه، أم أنه عدم استقرار من صنع البشر وأسلوب حياة لن يتغير داخل البيت الأبيض؟