استقبل الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة Rossen Hiristov وزير الطاقة البلغاري والوفد المرافق له، لعرض التجربة المصرية في تطوير قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة وبحث ومناقشة سبل دعم التعاون بين البلدين. وأشاد شاكر بالعلاقات المتميزة بين البلدين على كافة المحاور الاقتصادية والسياسية مؤكداً توافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلديّن لدفع التعاون وتعظيمه في كافة المجالات، وأهمية تبادل وجهات النظر بشكل دوري لاستثمار جميع الفرص المتاحة لدفع العلاقات لآفاق أرحب، مؤكداً أيضاً على ترحيبه بزيادة حجم التعاون المشترك وتقديم كافة سبل الدعم وتبادل الخبرات مع الأشقاء ببلغاريا. مد جسور التعاون مع مختلف الدول ويأتي هذا اللقاء تأكيدا على سعى مصر الدائم لمد جسور التعاون مع مختلف الدول، وكذلك سعي قطاع الكهرباء المصري لفتح اسواق جديدة للشركات المصرية خارج مصر. وأكد شاكر أن القيادة السياسية وضعت قضية الطاقة الكهربائية على رأس أولوياتها باعتبارها الركيزة الأساسية للتنمية في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية واعتبار تأمين الإمداد بالكهرباء مسألة أمن قومي ولابد من اتخاذ التدابير اللازمة له. وأشار إلى نجاح القطاع بفضل المساندة والدعم الفعال من جانب القيادة السياسية في التغلب على التحديات التي واجهته خلال الفترة الماضية وتحقيق الاستقرار للشبكة القومية وتغطية الفجوة بين الإنتاج والطلب على الكهرباء من خلال عدد من الإجراءات والمبادرات وسياسات الإصلاح لإطلاق عملية التحول في الطاقة وتأمين واستدامة الكهرباء، وتحسين كفاءة الطاقة وفتح أسواق لاستثمارات القطاع الخاص في مختلف مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والشبكات الذكية. قطاع الطاقة نجح في تحويل العجز إلى فائض ونتيجة لذلك، نجح قطاع الطاقة المصري في تحويل العجز في الطاقة إلى فائض، ما ساهم في القضاء على عجز الطاقة وتأمين احتياطي كهربائي مناسب، وأشار الوزير إلى نجاح قطاع الكهرباء بالتعاون مع شركة سيمنس الألمانية وشركائها المحليين لتنفيذ ثلاث محطات من المحطات العملاقة لتوليد الكهرباء في بنى سويف، البرلس، والعاصمة الإدارية الجديدة لإضافة 14400 ميجاوات. كما أشار إلى استراتيجية الدولة التي تستهدف زيادة مساهمة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية، والاهتمام الذي يوليه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لتنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية والاستفادة من ثروات مصر الطبيعية وبخاصة مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، والتي تستهدف الوصول بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة في مصر إلى 42% بحلول عام 2035. مصادر تؤهل مصر لتكون من أكبر منتجي الطاقة المتجددة وأشار إلى ما تتمتع به مصر من ثراء واضح في مصادر الطاقات المتجددة وخاصة طاقة الرياح والشمس التي تؤهلها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة وتم تخصيص مساحات من الأراضي غير المستغلة لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، موضحاً أن أطلس الرياح يشير إلى أن مصر تمتلك أكبر قدرات كهربائية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمكن إنتاجها من طاقتي الرياح والشمس. ولفت إلى الانجاز الذي تم في مجمع بنبان للطاقة الشمسية بقدرة 1465 ميجاوات، والذي اعتبرته كبرى المؤسسات الدولية قصة نجاح مصرية عالمية ليس في تنفيذ استراتيجيتها للطاقة فحسب، بل وفي جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وكنموذج يحتذى به عالميا في خفض مخاطر الاستثمار، وتوفير فرص العمل، وإنتاج الطاقة النظيفة. وأضاف أن القطاع اتخذ عددا من الإجراءات الهامة للاستفادة من الإمكانيات الهائلة من الطاقة المتجددة وفقاً لعدد من الآليات لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشروعات القطاع وعلى رأسها مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة مشيراً إلى أنه جاري التعاقد حالياً مع عدد من المستثمرين لمشروعات الطاقة الشمسية بسعر 2 سنت/ ك.و.س، وكذا بسعر 3 سنت / ك.و.س بالنسبة لمشروعات طاقة الرياح. وأوضح الوزير أنه تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع شركات عالمية للبدء في المناقشات والدراسات لتنفيذ مشروعات تجريبية لإنتاج الهيدروجين الاخضر ومشتقاته في مصر كخطوة أولى نحو التوسع في هذا المجال وصولا إلى إمكانية التصدير، مؤكداً استعداد القطاع للتعاون مع مختلف الأطراف في هذا المجال، وجاري إعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بما يعكس اهتمام مصر لإنتاج الهيدروجين الأخضر. وأكد أن التوسع في الطاقات المتجددة يساعد في زيادة مساهمة الطاقة النظيفة بمزيج الطاقة والحفاظ على البيئة ويساعد أيضاً على ترشيد استهلاك الغاز الطبيعي لما لذلك من أثر كبير على المردود الاقتصادي مؤكدا اهتمام وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالربط الكهربائي مع دول الجوار حتى تصبح مصر مركزًا إقليميًا لتبادل الطاقة مع أوروبا والدول العربية والأفريقية. وأكد أن قطاع الكهرباء يعمل حاليًا على تحسين وتطوير شبكتي النقل والتوزيع، بالإضافة إلى الشبكات الذكية لتعزيز وتقوية الشبكة الكهربائية القومية من أجل استيعاب القدرات الجديدة المضافة من الطاقة المتجددة، والحد من الفقد الكهربائي في الشبكة، كما أكد اهتمام مصر بتوطين الصناعات المختلفة وتعظيم الاستفادة من الانتاج المحلي. زيادة حجم التعاون مع بلغاريا وأعرب شاكر عن الاستعداد التام والترحيب بزيادة حجم التعاون مع بلغاريا لمشاركة التجربة المصرية وتقديم كافة سبل الدعم مع جميع الدول العربية والأفريقية، فيما أشاد وزير الطاقة البلغاري بالتطور السريع والملحوظ في المشروعات التي تنفذها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والإنجازات التي نجح قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري في تحقيقها خلال فترة وجيزة. كما أشاد بما يمتلكه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري من خبرات كبيرة في كافة المجالات معرباً عن رغبته في الاستفادة منها، مؤكداً اهتمامه بالربط الكهربائي بالإضافة إلى استمرار وزيادة حجم التعاون في كافة مجالات الكهرباء وخاصة مجالات الطاقة المتجددة للاستفادة من الخبرات المصرية. وفي نهاية اللقاء أكد الجانبان أهمية التنسيق لبحث إمكانية تدعيم الربط الكهربائي والاستفادة من الخبرات المصرية في مجال الطاقة الكهربائية وتبادل وجهات النظر والتعاون المشترك.