استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم بمقر رئاسة الجمهورية، حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى القاهرة، وعقب مراسم الاستقبال الرسمي واستعراض حرس الشرف، عقد الرئيسان لقاءً ثنائيًا مغلقًا، أعقبه لقاءٌ موسع في حضور وفدي البلدين. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس استهل الجلسة الموسعة للمباحثات بالترحيب بالرئيس الصومالي، مشيدًا بالعلاقات التاريخية والروابط الوثيقة بين البلدين، مؤكدًا أهمية تعزيزها والعمل على تطويرها في مختلف المجالات. وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس الصومالي وجَّه الشكر للرئيس السيسي على حفاوة الاستقبال، مشددًا على عمق وأهمية العلاقات التاريخية بين البلدين، كما أعرب عن تقديره للمساندة المصرية المستمرة لبلاده، مشيدًا بشكل خاص بموافقة الرئيس مؤخرًا على زيادة عدد المنح المقدمة للطلبة الصوماليين للدراسة في مصر. وأعرب الرئيس الصومالي عن تطلعه لمواصلة مصر دعمها لبلاده، ولاسيما في مرحلة إعادة البناء، مشيرًا إلى المكانة المتميزة التي تتمتع بها مصر في قلوب الشعب الصومالي. وأشاد الرئيس الصومالي بالمساعدات التي قدمتها مصر للصومال على مر السنين في المجال التعليمي، مثمنًا الدور الإيجابي للمدارس وللمعلمين المصريين، فضلًا عن الدور المتميز الذي لعبته المعاهد الأزهرية في بلاده، معربًا عن تطلعه لإعادة تفعيل التواجد المصري لاسيما في القطاع التعليمي، منوهًا بأهمية دور الأزهر الشريف، كمنارة للإسلام الوسطي وللفكر المعتدل، من أجل محاربة الفكر الإرهابي والمتطرف الذي شهدته الصومال في الأعوام الماضية. من جانبه، أكد الرئيس على المكانة الخاصة التي تحظى بها الصومال لدى الشعب المصري، مشددًا على دعم مصر الكامل للحكومة الصومالية في سبيل تحقيقها لأهداف وتطلعات الشعب الصومالي الشقيق، مشيرًا إلى وقوف مصر دومًا إلى جانب الصومال، سواء من خلال مشاركتها في الجهود الإقليمية والدولية للتسوية السياسية هناك، أو من خلال برامج الدعم الفني التي تقدمها الحكومة المصرية، فضلًا عن الدعم الإنساني خلال فترات الأزمات المختلفة، مبرزًا التزام مصر بدعم استقرار ووحدة الصومال، والتزامها بمساندة جهود التنمية البشرية الصومالية وتوفير برامج تدريبية للكوادر الحكومية الصومالية وبناء مؤسسات الدولة. وأضاف السفير علاء يوسف، أن الجانبين بحثا خلال اللقاء عددًا من مجالات التعاون المشترك، حيث وجه الرئيس بتقديم المساعدات اللازمة طبقًا لاحتياجات الجانب الصومالي، وخصوصًا في مجالات التعليم والثقافة والعدل والزراعة والصحة. وتم الاتفاق على بحث عملية إعادة تأهيل المدارس والمعاهد الأزهرية المصرية في مقديشيو، فضلًا عن إعداد برامج تدريبية للدارسين الصوماليين في الجامعات المصرية، بحيث يتم تجهيزهم لتلبية احتياجات بلدهم عند عودتهم. وتضمن اللقاء أيضًا بحث آخر التطورات على الساحة السياسية الداخلية في الصومال، حيث استعرض الرئيس الصومالي الخطوات الجارية لبسط سيطرة الحكومة على مختلف أنحاء البلاد ومواجهة الميليشيات الارهابية، فضلًا عن إعداد دستور جديد للصومال وإرساء دعائم الدولة والتمهيد لتحويلها إلى نظام فيدرالي قبل عام 2016. وأعرب السيد الرئيس عن استعداد مصر لتقديم خبرتها من أجل مساعدة الحكومة الصومالية في تنفيذ التزاماتها، مؤكدًا أهمية تحقيق الأمن والاستقرار من أجل دعم جهود إعادة البناء. كما رحب بالتعاون مع الأشقاء في دول الخليج من أجل تنفيذ برامج للتعاون الثلاثي في الصومال بما يضمن تنفيذ مشروعات وبرامج التنمية وفقًا لأولويات الجانب الصومالي.