أجازت دار الإفتاء، الاحتفال بالمولد النبوي، بشتى أنواع القربات، من إطعام الطعام، وتلاوة القرآن، والأذكار، وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، مؤكدة أنه درج سلفنا الصالح منذ القرن ال4 وال 5 على الاحتفاء بمولد الرسول بهذا الشكل، كما نص على ذلك أكثر من مؤرخ مثل الحافظين ابن الجوزي، وابن كثير، وابن دحية الأندلسي، وابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي. وأكدت الإفتاء في بيان لها اليوم، أن المولد النبوي الشريف، إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه، وعبر القرآن الكريم عن وجود النبي، بأنه "رحمة للعالمين" وهذه الرحمة لم تكن محدودة، فهي تشمل تربية البشر، وتزكيتهم، وتعليمهم، وهدايتهم نحو الصراط المستقيم، وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية، والمعنوية كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره "وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" سورة "الجمعة 3". وأشارت إلى أن الاحتفال بذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين، من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنها تعبير عن الفرح والحب له، وهو أصول الإيمان، وصح عنه أنه قال "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"، رواه البخاري. وأكدت أن الاحتفاء بمولده، أمر مقطوع بمشروعيته، لأنه أصل الأصول، ودعامتها الأولى، وعلم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه، فعرَّف الوجود بأسره باسمه، وبمبعثه، وبمقامه، وبمكانته، فالكون كله في سرور دائم، وفرح مطلق، بنور الله، وفرجه ونعمته على العالمين وحجته .