أعتب على «المصرى اليوم» -الجريدة التى أدين لها بالفضل، وأفخر بأننى كنت واحداً من كتابها والعاملين فى مطبخها المهنى- كونها لحقت ب«شروق» «المعلم إبراهيم» والضفدع الإخوانى «فهمى هويدى»، وأصبحت منصة لفلول عصابة الإخوان ومرتزقة 25 يناير و«المتسربين»، كما أصبحت ملعباً خماسياً لطغمة من صغار الكتاب والصحفيين (ورقيين وإلكترونيين) لم يُؤهلوا سياسياً أو أسرياً للخوض فى «شئون كبيرة». هؤلاء الفلول والمرتزقة هبوا من نومهم فى عسل الثورة مفزوعين: فلحم أكتافهم من خير مبارك.. وتلك مصيبة، وثورتهم المشبوهة التهمتها مؤامرة «الربيع العربى»، ثم فرمها قطار «30 يونيو»، وأصبحت -يا ولداه- أثراً بعد عين، وتلك مصيبة أعظم!. أما طغمة الصغار، عديمى التربية، فلا يعرفون الفرق أصلاً بين الثورة والمؤامرة، ولا بين البناء والهدم، ولا بين النظام والدولة، ومن ثم ف«25يناير» بالنسبة لهم مجرد «حفاضة بامبرز»، ما إن تتعرض لنقد أو خربشة أو «بلل» حتى تتقيح سوءاتهم وتنتابهم كريزة تجعير وهيجان ودبدبة! كما أعتب على الصديق «على السيد» -رئيس تحرير الجريدة- تساهله غير المفهوم وغير المبرر مع هؤلاء الفلول والمرتزقة وسفهاء الإنترنت ومواقع التواصل، ممن حولوا جريدة محترمة إلى منبر تخريب وفوضى، وخطاب معادٍ للدولة ورئيسها وحكومتها وشرطتها وجيشها. ما من سبب مهنى أو موضوعى يجعل «المصرى اليوم» تفتح بابها وتهدر سنتيمتراً واحداً من بياض صفحاتها ل«مجبراتى» مثل «طارق الغزالى حرب».. هذا الذى دحرجه الغل والنقص من فوق إحدى موائد نظام حسنى مبارك، ليتحول من طبيب عظام مغمور، إلى «شاكوش» يدق صباح مساء على ركبة «المرحومة 25 يناير».. أملاً فى بعثها، والتماساً ل«هوية» تجعل من ابنه النكرة «شادى» -أحد مرتزقة هذه المؤامرة- شخصاً ذا قيمة. ليس عيباً أن يمتهن الطبيب الكتابة، رأياً أو إبداعاً، فهناك أطباء كثيرون أضاءوا فضاء الكتابة وتتلمذنا جميعاً على أيديهم. لكن «غزالة» الأخ طارق حرنت، وأبت إلا أن يكون وقوفها على قبر المرحومة 25 يناير «حرباً» ضارية ضد من ينتقدونها أو يهاجمونها. كنت أعرف هذا المتحول قبل «زفتة 25 يناير»، وذهبت إليه فى عيادته الخاصة أكثر من مرة طلباً للعلاج. كنت وقتها أكتب فى «المصرى اليوم»: خصماً لدوداً للرئيس مبارك شخصياً، ولمعظم الفاعلين فى نظام حكمه -بمن فيهم وريثه- ولدولته التى كانت تتكئ على عكازين، الفساد والقمع. وكان هذا المجبراتى رئيساً لمستشفى الهلال «الحكومى»، الذى كان جزءاً من مؤسسات نظام مبارك: مبارك الذى أصبح الأخ «المجبراتى» يناصبه العداء كما لو كان «فعل» فيه فعلاً مؤذياً، شأنه فى ذلك شأن كل الساقطين من قعر القفة، وأصبحوا والعياذ بالله «ثواراً» بعد الثورة بألف سنة.. فسبحان الذى يحيى العظام -يا أخ طارق- وهى رميم!. الأخ المجبراتى جحد فضل مبارك عليه، وتناسى أنه شغل فى عهد مبارك رئاسة مستشفى حكومى، واستدعى ضغينة قديمة، إذ لم ينسَ لنظام مبارك أن الدكتور حسام البدراوى -حسبما صورت له وساوسه القهرية- طرده من لجنة الصحة فى أمانة سياسات الحزب الوطنى. وبهذا الغل.. بهذه النفسية الخربة، رمى نفسه فى معسكر مرتزقة وفلول 25 يناير، ولم يعد يدخر جهداً فى لم عظامها من الخرابات ومن تحت الأنقاض.. رغم أن «المرحومة» لم تشفع له فى انتخابات نقابة الأطباء، وفاز بفشل عظيم! يصفنى هذا المتحول، الساقط من كل القفف والموائد، فى مقال نشرته له «المصرى اليوم»، الأحد 14 ديسمبر، بأننى «مأفون»، إذ أصف مرتزقة «25 يناير» بأنهم «أصبحوا نشازاً وأحيطوا بالشبهات». ويقول إن هذه «محنة أخلاقية».. «وليعن الله الرئيس على أنصاره»: يا أخى.. مالك أنت والرئيس؟!. هذا رئيس ل«المصريين بحق»، لا للعملاء والمرتزقة وتجار الثورات!. هذا رئيسنا نحن إلى أن تتطهر من محلول المؤامرة الذى تسلل إلى تلافيف مخك وأنت قابع أمام قبر المرحومة. ومع ذلك لا يسعنى سوى أن أتحصن من لسانك بالشعر: «وإذا أتتك مذمتى من ناقص.. فهى الشهادة لى بأنى كامل».