اختلف مضمون برامج المسابقات في العالم العربي بشكل كبير في الأونة الأخيرة، نظرًا للنجاحات التي حققته العديد من برامج المسابقات في العالم العربي، خاصة تلك التي تقوم على اكتشاف المواهب الغنائية؛ لتصبح هذه النوعية من البرامج أحد أهم أساليب شركات الإنتاج لحصد أكبر عدد ممكن من المشاهدة، فضلًا عن التربح المادي. بالرجوع للوراء قليلًا، وبالتحديد في فترة التسعينات، حيث كانت برامج المسابقات تقتصر على طرح أسئلة عامة للجمهور في المنازل أو في الشوارع، أو الاتصال الهاتفي بالإستوديو للإجابة على الأسئلة والفوز بجائزة البرنامج. ومن أبرز البرامج التي قدمت في تلك الفترة، "كلام من دهب"، الذي قدمه الإعلامي طارق علام تحت شعار "كان الكلام من فضة دلوقتي أصبح دهب"، في واحد من أشهر برامج المسابقات التي تعلق بها العالم العربي، فضلًا عن كونه واحدًا من أوائل برامج المسابقات التي قدمت في مصر. ولم تقتصر فكرة برنامج "كلام من دهب" على كونه برنامج مسابقات فقط، بل قدم من خلاله فقرات إنسانية للمرضى والمسنين ودار الأيتام، في محاولة لمساعدة المحتاجين. وتنوعت الجوائز في البرنامج ما بين جنية ذهب ورحلات عمرة والحج، حيث إن علام كان يتحرك بين المواطنين في الشارع ويسأل في المعلومات العامة، ومن يكسب يربح جنيهًا ذهبًا، إضافة إلى سؤال يطرح للمشاهدين في المنازل. في بداية الألفية الجديدة، ظهرت برامج المسابقات الغنائية واكتشاف المواهب، لتحقيق أحلام الشباب الباحث عن الفرصة لتحقيق أحلامه، إضافة إلى ظهور برامج اقتصرت على استضافة متسابقين وطرح أسئلة في المعلومات العامة. ومن أبرز البرامج التي ظهرت في تلك الفترة: - "من سيربح المليون"، الذي يقدمة الإعلامي جورج قرداح، ويعد من أشهر برامج المسابقات في العالم العربي، ونال أعجاب الكثيرين من المشاهدين نظرًا للجائزة الكبيرة التي قدمها البرنامج في بدايته، وهي 1000000 مليون ريال سعودي. - "ستار ميكر"، برنامج اكتشاف المواهب الغنائية، ويعد من أول برامج المسابقات الغنائية في العالم العربي، وقدم العديد من المواهب الغنائية التي ما زالت مستمرة حتى وقتنا هذا، ومنهم المطرب إيساف والمطربة شاهيناز. واقتصر البرنامج، على المنافسة بين المواهب الغنائية، بحيث تختار لجنة التحكيم في نهاية الموسم الفائز من بين العديد من المتسابقين، من خلال لجنة التحكيم التي كانت تتكون من الشاعر بهاء الدين محمد، الموسيقار حلمي بكر، والموسيقار الراحل حسن أبوالسعود، والفائز ينتج له البرنامج أول ألبوم في مسيرته الفنية. - "ستار أكاديمي"، واحد من أهم البرامج الغنائية التي تبث موسميًا بداية منذ العام 2003، وهو النسخة العربية لبرنامج المسابقات العالمي "ستار أكاديمي"، ويتم عرضه في نحو 50 بلدًا حول العالم. ويقوم البرنامج، على البحث عن المواهب الغنائية ومعايشة للمتسابقين في مكان واحدة لمدة عدة أشهر، وتتم اختبارتهم وتصفيتهم حتى وصولهم للتصفيات النهائية، للحصول على لقب نجم "ستار أكاديمي"، إضافة إلى أنه يتضمن لحفلة غنائية كل أسبوع وتصويت للجمهور. - "إكس فاكتور"، البرنامج المختص في اكتشاف قدرات المتسابقين الغنائية الاستثنائية لتحقيق حلم الشهرة والنجومية التي يحلمون بها، ويقبل البرنامج متسابقين سواء كانوا هواة أو محترفين ولكنهم لم يحظوا بالشهرة الواسعة. وتقتصر فكرة البرنامج، على وجود أربعة من لجنة التحكيم لتحديد فائز كل حلقة أسبوعية، حتى تتم المنافسة بينهم والوصول إلى فائز في نهاية الموسم. إلى جانب السابق، برز عدد من برامج اكتشاف المواهب، التي حققت صدًا واسعًا في الأوساط الفنية، مثل: THE VOICE، مودرن ستار، صوت الحياة، آرب جوت تالنت. خريطة برامج المسابقات المنتشرة في معظم البرامج التليفزيونية، تغيرت السنوات الماضية نسبيًا لتحقيق نسب مشاهدة عالية، وتحولت أفكار برامج المسابقات من طرح أسئلة عامة على الجمهور واكتشاف المواهب الغنائية، إلى برامج للرقص والتحدي بين المتسابقين. ومن أبرز هذه البرامج: - "هزي يا نواعم"، وهو أول برنامج لاكتشاف مواهب الرقص الشرقي، وعرض على قناة "ال بي سي"، تقديم الإعلامي يوسف الخال، ومن إخراج سيمون أسمر. - برنامج "الراقصة"، وتقتصر فكرته على المنافسة بين 27 راقصة من مختلف الدول العربية؛ لتحديد أكثرهن إتقانًأ لفنون الرقص الشرقي، لتحصل بالتبعية على لقب أفضل راقصة. ولم يقتصر البرنامج، على تقييم المتسابقة بناء على مهارة الرقص فقط، بل يأخذ في الاعتبار التمتع بالجاذبية والإبداع، وتختار لجنة التحكيلم المكونة من الراقصة دينا والفنانة التونسية فريال يوسف، والسيناريست تامر حبيب، الفائز بناء على ما سبق. السعي لتحقيق الربح المادي، دفع العديد من القنوات لبث برامج مسابقات مجهولة الهوية، بحيث تكون قائمة فقط على المسابقات "الوهمية"، مثل تحديد الفروق بين صورتين متماثلتان أو الإجابة على أسئلة فنية أو رياضية سهلة ومتداولة، وبعض هذه البرامج يخصص من 10 إلى 30 دقيقة للاتصال فقط دون أن يجاوب المشاهد على الأسئلة، ليكسب في النهاية المشاهد كروت شحن. "هتكسب دلوقتي من غير ماتعمل أي حاجة، فكر شوية وقولنا إيه الفرق اللي في الصورة، كل اللي عليك أن تتصل بينا، وكمان بلاش تتصل بينا رن بس وإحنا هنكلمك.. يعني إنت مش خسران أي حاجة، إنت هنا كسبان وبس" شعار برامج المسابقات "الوهمية" ل"جر رجل" المشاهد لمتابعتها والمبادرة بالاتصال أملًا في الفوز بالمسابقة، لكن في الحقيقة هي التي تفوز وتحصل على ثمن المكالمات ليضاف إلى رصيدها المادي.
