لم ترغب الشابة العشرينية في العمل بمجال بعيد عن تخصصها: "درست نظم معلومات، وتخصصت في تصميم المواقع، لكن لاقيت نفسي أكتر في تصميم الإكسسوارات، طوَّعت دراستي لهوايتي، واستفدت فعلًا لأن كل التصميمات بنفِّذها على الفوتوشوب قبل الشغل"، ووسط فرص عمل صعبة قررت هاجر أن تفتتح عملها الخاص عبر تصميم مجموعة من الإكسسوارات والحلي التي تعود بأصحابها إلى سنوات مضت. "في البداية حاولت أستعيد عناصر زمان، صور شخصيات قديمة زي أم كلثوم وعبدالحليم وسعاد حسني، بعدين اكتشفت مادة الصلصال الحراري وقدرت أصغَّر أي حاجة، زي شكل الأسطوانات، وأغلفة المجلات والألعاب زي بنك الحظ"، وفكَّرت هاجر في تطويع الصلصال لصناعة نماذج مصغرة من الكتب: "الكتاب أد إيه بيأثر في حياة البني آدم، جميل لو قدرت أمسك كتابي اللي أثر فيا في مادليتي، أو سلسلتي، صحيح غريبة، لكن جميلة جدًا..." تختار هاجر الكتب عبر توصيات من أصحابها وعائلتها وزبائنها: "مكنتش أعرف إن في سلسلة اسمها رجل المستحيل، اتطلبت مني وعملتها، وبدأت تجيلي طلبات كتير وفكَّرت أرجَّع كتب زمان، في ناس بتحب نجيب محفوظ، وإحسان عبدالقدوس". البداية كانت مع رواية 1919: "كان في إقبال كبير جدًا على الرواية واتطلبت مني، عملتها ولاقيت عليها إقبال شديد، من هنا كانت البداية، ومن بعدها انطلقت مع روايات وكتب وأعمال كتير عربي وإنجليزي"، تعترف هاجر أن تكلفة الميدالية الواحدة عالية: "الصلصال نفسه غالي، وبييجي من بره، هنا في مصر مفيش خامات متوافرة ولا أدوات، تعبت جدًا عشان أقدر أوفر الخامة، وبجيبها بطريقتي الخاصة من خلال قرايبي". تتمنى الشابة لو كانت "ميداليتها" الصغيرة سببًا في زيادة القراءة ولو بنسبة بسيطة: "من فترة قريبة نسب الناس اللي بتقرا كانت قليلة جدًا، لكن بصراحة الموضوع بقى دلوقتي موضة، وناس كتير بتقرأ كنوع من التقليد، عشان تبقى (عميقة) وتعرف تتفشخر على أصحابها إنهم فاهمين ومتابعين، دي حاجة كويسة لأنهم بعد فترة هايتعودوا على القراءة ومش هايقدروا يسيبوها أبدًا".