ألقت الصحف العالمية باللائمة على الرئيس، محمد مرسى، فى الاشتباكات التى وقعت بين أنصاره الإسلاميين وخصومه العلمانيين بميدان التحرير أمس الأول، معتبرة أنها تسحب أوراق اعتماده الثورية. ووصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الاشتباكات، التى تحولت إلى معارك بالأيدى والحجارة والمولوتوف، بالصراع الأكثر دموية بين أكبر أيديولوجيتين فى مصر على مدار 20 شهراً منذ قيام الثورة التى أطاحت بالرئيس السابق حسنى مبارك، وقالت: «إنها المرة الأولى التى يستخدم فيها أنصار مرسى العنف ضد خصومه، وتعد أيضاًً أهم عنف سياسى منذ انتخاب الرئيس فى يونيو الماضى». وتظاهر معارضو مرسى احتجاجاً على فشل وعود أول 100 يوم فى منصبه وعلى الأغلبية الإسلامية فى الجمعية التأسيسية المكلفة بكتابة الدستور الجديد للبلاد. وقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إن اشتباكات الجمعة زادت من حدة التوترات فى البلاد بشأن توجهها السياسى والفشل فى تقديم الموالين للحكومة السابقة للعدالة، ورأت أنها أشد الأعمال عدائية بين الإسلاميين والعلمانيين منذ شهور، هذا القتال يلقى الضوء على مصر المنقسمة ويؤكد إحباطات كل من الإسلاميين والليبراليين من ضآلة التحسن الذى حققته بلادهم منذ ثورة يناير، على حد قول الصحيفة، ويرى النشطاء أن مرسى لم يصلح الأجهزة الأمنية فى البلاد بما فى ذلك وزارة الداخلية الملعونة. فيما رأت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية: «إنها المرة الأولى التى يضر فيها المتظاهرون فى التحرير والمحسوبون على السيد مرسى بأوراق اعتماده الثورية وكذلك بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين». وقالت: «يبدو أن هذه الاشتباكات دمرت الصورة الشاملة التى تعهدت بها حكومة مرسى فى التحرير والتى وصفت بأنها أحد إنجازات أول 100 يوم بمنصبه». من جانبها، اتهمت صحيفة الجارديان البريطانية أنصار مرسى بإشعال الاشتباكات عندما قطعوا الطريق على النشطاء العلمانيين أثناء توجههم لميدان التحرير، ونقلت الصحيفة عن إبراهيم الشيخ أحد المصابين بالميدان على يد أنصار مرسى قوله: «وهم يضربوننى كانوا يهتفون الله أكبر وأرادوا اختطافى لكننى تمكنت من الهرب.. هذه هى جماعة الإخوان». وبرغم الهدوء الذى ساد الشوارع والميدان منذ انتخاب مرسى، تُظهر هذه الاشتباكات المشاعر المتأججة بين الجماعات السياسية المتنافسة على تشكيل مصر الجديدة بعد عقود من الحكم المطلق، هكذا قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وأضافت: «يرى العديد من المصريين، الذين يحملون توقعات كبيرة بعد الثورة، إن مرسى لم يقم بما يكفى للوفاء بوعود أول 100 يوم فى منصبه مثل النظافة والمرور»، وتابعت: «كما يقلق العلمانيون والأقلية المسيحية من فرض مرسى وأنصاره القيود الدينية على المجتمع». وفى فرنسا، كتبت صحيفة «لوباريزيان» أن القاهرة شهدت مواجهات هى الأسوأ فى البلاد منذ تولى مرسى السلطة، وذلك بعدما أقدم متظاهرون من أنصار جماعة الإخوان على تحطيم منصة أقامها معارضون للرئيس كانوا يطلقون منها شعارات مناهضة له». ومتجنبة توصيف الحدث، قالت مجلة «لونوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية إن الإخوان دعوا إلى التظاهرة للمطالبة بإعادة محاكمة المسئولين عن موقعة الجمل حيث طالب حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن الجماعة، النائب العام محمود عبدالمجيد بتقديم أدلة إضافية لإعادة المحاكمة، أو الاستقالة، وأوضحت أن تظاهرة الإخوان تزامنت مع احتجاجات عدد من الناشطين المدافعين عن مدنية الدولة للمطالبة بتشكيل جمعية تأسيسية جديدة لوضع الدستور تكون أكثر تمثيلاً لطوائف المجتمع.