ممرات من الطوب وجراكن من الرمل وأسياخ من الحديد.. لم تفلح جميعها فى رفع معاناة أهالى شارع «الثورة» الموجود فى منطقة «منشية ناصر»، وكلما ارتفعت مياه الصرف من حولهم توقفت معها مظاهر الحياة، فلا أطفال يذهبون إلى مدارسهم، ولا كبار يداومون على أشغالهم، حتى المحال التجارية خلت من البضائع التى تتلف بسبب المجارى. الأزمة التى تتكرر أسبوعياً، وتفجر موجات غضب معظم الأهالى، يستقبلها البعض بالقفشات، تعليقاً على الأكروبات والقفزات التى يقوم بها الأهالى لعبور الشارع، بخلاف ال«إفيهات» التى يرددونها على مسامع من يقوم بزيارتهم: «معلش أصل الحكومة عملت لنا مصيف فى المنشية». لم يسلم «أحمد أبوشبة»، أحد سكان شارع «الثورة»، من الوقوع فى المياه العميقة أثناء مروره: «ينفع واحد كبير زى حالاتى يقع، ينفع تبقى ناس قافلة محلاتها، وغيرهم بينزح المياه بالجهود الذاتية، ومفيش أى حل». أما «عبدالله جمال»، الطالب فى مدرسة عمرو ابن العاص، فأكد أنه يضطر للغياب من المدرسة بسبب تلك الأزمة: «مش عارفين نمشى خالص من المياه، بييجوا يسلكوها والمياه تتراكم تانى، وبتغرق البيوت»، مشيراً إلى أنه يشاهد العديد من زملائه يقعون فى المياه وهم فى طريقهم للمدرسة. «الحكومة كانت بتعمل شبكة مجارى جديدة، وبعد فترة وقفوا العمل، ليه دايما بنعالج الغلط بالغلط؟» قالها «محمد عبدالعزيز» صاحب أحد المحال، موضحاً أن البلاعات التى أنشأها الحى مؤخراً تعرضت للتلف بسبب انعدام الضمير. أما «كمال حسين» الحداد، فقد أكد أنه يعانى منذ سنتين من نفس المشكلة، فالمياه تفسد البضاعة داخل محله الصغير: «باقول للزباين ماتجوش مش هتعرفوا تدخلوا المحل، ومبعرفش أجيب بضاعة، وساعات بنجمع من كل ساكن 10 جنيه عشان نديها للعمال ويشيلوا المياه»، متعجباً من وجود تلك المشكلة فى الوقت الذى يسدد فيه الأهالى رسوم الصرف والقمامة مع فاتورة الكهرباء. «مرة باكلم واحد من المسئولين عن المشكلة، فرد عليّا وقال لى نعمل لكم إيه.. مش دى ميتكم»!! قالها «كمال»، مؤكداً أن الأزمة أصابت الأهالى بأمراض الحساسية، بخلاف انتشار الحشرات فى البيوت. «الأزمة ليست موجودة منذ سنتين، وكل أسبوع باطلع عربية لإزاحة المياه من الشارع»، قالها «أحمد فهمى»، المشرف العام على مشروع الصرف الصحى بمنشية ناصر، مؤكداً أنه سيتم الانتهاء من تغيير خط المجارى بالكامل خلال شهر، ولن تتجدد الأزمة مرة أخرى. وأضاف أن بعض سلوكيات الأهالى وراء الأزمة: «بيرموا الخيش والريش ومصارين الفراخ فى البلاعات».