تجمع مئات المتظاهرين، في أنحاء متفرقة من مدينة نيويوركالأمريكية، احتجاجًا على قرار هيئة المحلفين بالبراءة لشرطي أبيض، قتل رجلا أسود، بعد 10 أيام من قرار مماثل له في مدينة "فرجسون" الذي أدى أيضًا إلى مظاهرات في أنحاء الولاياتالمتحدة. وأعلن وزير العدل، إريك هولدر، على الفور، مساء أمس، فتح تحقيق فدرالي حول انتهاك الحقوق المدنية للضحية، إريك جارنر. وحسبما ذكرت "فرانس 24"، توجَّه عدد كبير من المتظاهرين إلى برودواي، وساحة تايمز سكوير، حيث كان عدد الحشد يقارب خمسة آلاف شخص بحلول المساء. وأضافت أن سائقي السيارات العالقين بسبب المظاهرات، أطلقوا أبواقهم تعبيرًا عن دعمهم للتحرك. وردد المتظاهرون عدة شعارات منها "لا عدالة لا سلام"، وهو شعار المتظاهرين في "فرجسون"، ورفعوا لافتات كُتب عليها "فرجسون موجودة في كل مكان"، و"وحشية الشرطة وجرائم القتل يجب أن تتوقف" و"حياة السود لها حساب". وأعلن قائد شرطة نيويورك، بيل براتون، أن قوات الأمن أوقفت قرابة 30 شخصًا، وكان إريك جارنر، وهو أب لستة أولاد اشتبهت الشرطة في بيعه سجائر بطريقة غير قانونية، حاول لفترة قصيرة مقاومة عناصر أمن طرحوه أرضًا. وعلق الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، سريعًا على قرار هيئة المحلفين قائلاً: "غالبًا ما لا يعتقد الناس أن البعض يعاملون بإنصاف، في بعض الحالات يكون هناك سوء فهم لكنه أحيانًا الواقع"، مضيفًا: "لن نهدأ قبل أن يتم تعزيز الثقة والمسؤولية بين الناس والشرطة". وصرَّح رئيس بلدية نيويورك، بيل دي بلازيو، المتزوج من امراة من أصول إفريقية، "أنه يوم مؤثر ومؤلم جدًا للمدينة"، مضيفًا أنه "لا بد من إيجاد سبيل للمضي قدمًا"، متابعًا أنه نبَّه ابنه على مدى سنوات من "المخاطر التي يمكن أن يواجهها" في حال مواجهات مع الشرطة، إلا أنه دعا المتظاهرين إلى الاحتجاج "بشكل سلمي". وكان مدعي دائرة ستاتن آيلاند دانيال دونوفان، أوضح في وقت سابق، أن هيئة المحلفين التي تضم 23 مواطنًا أمريكيًا لم تجد "سببًا معقولاً" للتصويت على توجيه الاتهام إلى الشرطي دانيال بانتاليو، بعد التباحث حول عناصر التحقيق التي عرضت عليها. وكان بانتاليو، 29 عامًا، أوضح في بيان أنه "لم يتعمَّد أذى أحد وأنه يشعر بالألم لوفاة غارنر، وآمل أن تتقبل أسرته تعازيّ الشخصية على مصابها"، إلا أن زوجة القتيل جارنر، رفضت المبادرة قائلة إن "بانتاليو كان يجب أن يشعر بالندم عندما كان زوجي يصرخ أنه عاجز عن التنفس". وحذرت السلطات التي أعلنت قبل بضع ساعات، إطلاق برنامج تجريبي، يقوم على تزويد عناصر الشرطة بكاميرات صغيرة "لتحسين الثقة بين الشرطة والناس"، من أي انفلات.