حالة من الدهشة، انتابت "حسام" وأفراد العائلة داخل الغرفة المعزولة، التي تسكنها القطط والفئران على سرائر المرضى، "الإهمال في كل حتة وشبر في المستشفى، والعيان اللي جواها بيطلع على القبر من الإمكانيات المعدومة، والتلوث والزبالة اللي في بلكونات المستشفى وفي الطرقة والغرف، والقطط على السراير مكان المرضى أو نايمين جنبهم"، مضيفًا: "مفيش دكتور ولا ممرضة حاولوا يشوفوا حالة عمتي، ولا فكروا ينقذوها وهي في غيبوبة وبتموت ومحدش بيتحرك، وحاولنا نخرجها ولفينا عليها أكتر من مستشفى في سوهاج نلاقي العناية المركزة مفهاش نفس ونفس الإهمال"، لم يجد الشاب العشريني حلًا واحدًا مع أسرته لينقذوا حالة "عمته"، سوى الرجوع للبيت بعد حالة من اليأس تسللت أفراد العائلة بأكملها: "قررنا نرجعها البيت أكرملها ما تتبهدل من كتر الإهمال اللي شوفناه، ومعداش علينا الصبح ومستحملتش وماتت". صور متعددة التقطتها عدسة "حسام" لحجم الإهمال داخل مستشفى سوهاج العام قبل الفرار منها، بداية من القمامة المتراكمة في الأركان، مرورًا بحمامات المستشفى التي تعاني من إهمال شديد، "خراطيم المحاليل اللي بيحطوها للمرضى سادين بيها الميه اللي بتنزل من الحنفيات في الحمام، ده غير الحطان اللي مش موجودة، والقطط والفران والزبالة اللي في كل مكان"، مشيرًا إلى أن "حياتنا مش في الحسبان، ولو فضلنا ساكتين على الإهمال كل يوم هيموت زي عمتي كتير، عشان كده صورت فيديو وصور عشان أنقل صورة الإهمال كاملة". "المستشفى مفهاش أي إمكانيات، وإحنا بنحاول نساعد على شفاء المرضى أقصى جهد لينا"، قالها "محمد" أحد أطباء المستشفى، مؤكدًا أن هذا المشهد يتكرر في كل أقسام المستشفى، "مش بإيدينا حاجة وحالتنا من حالة المريض بردوا، تصعب على الكافر جوه المستشفى".