سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر فى عيون 11 طفلاً معاقاً ذهنياً ب17 ألف صورة «فرح» تعشق تصوير البشر.. و«أحمد» بطل العالم فى الهوكى: «باحب أصور الأزهر والسلطان حسن».. و«الرشيدى»: «محدش يتخيل إن دى صور معاقين»
أثبتوا بعدساتهم أن الإيمان يصنع المعجزات، انطلقوا فى طول مصر وعرضها، ليسجلوا بأعينهم مشاهد العظمة فى تاريخ الوطن، بين آثار ومساجد وشوارع وبشر عاديين أيضاً، ولم تمنعهم إعاقتهم الذهنية من الإحساس بمواطن الجمال فى كل منها. 11 شهراً هى فترة تمرين 11 طفلاً وشاباً من ذوى الإعاقة الذهنية على التصوير، أسفرت عن 17 ألف صورة، واختيار 350 صورة منها لتشارك فى معرض ببيت السنارى، نظمه صلاح الرشيدى، المصور الصحفى بجريدة صوت الأمة، الذى تبنى الفكرة «بكاميرا الموبايل أو ديجيتال بسيطة الإمكانيات صور الأطفال الصور دى، محدش يتخيل إنها لذوى إعاقة ذهنية». ويضيف «التمرين مع الإعاقة الذهنية 11 شهر، علشان يتعلموا، إنما الصم والبكم أسهل بكتير تدريبهم كان 3 شهور بس، وباستعين بمترجمة إشارات». الرشيدى متحدثاً بفخر عن التجربة، قائلاً إنه اختار الأماكن الأثرية للتصوير، لتكون أكثر أماناً للأطفال «بعيد عن المظاهرات والمناطق اللى فيها قلق»، ويضيف «كانت تختلف ميول الأطفال، منهم اللى بيحب يركز على الأشخاص، ومنهم على الأماكن الأثرية». كانت أكثر المشاكل التى واجهت الرشيدى مع المتدربين أن «إيديهم بتتهز، عندهم مشكلة فى التوافق العضلى العصبى». عند مرورك أمام صور المعرض فى أحد ممرات بيت السنارى، تنتبه لصورة وحيدة تمثل طفلين من المشاركين فى المعرض، هما فرح وعمر، ثمانية أعوام، جسدان صغيران يقتربان من بعضهما، نظرات الحب والحنان الممتزجة بالبراءة تملأ ملامحهما المنغولية، لحظة استطاع التقاطها أحد زملائهما تعبيراً عن قصة الحب التى نشأت بينهما كما يروى أصدقاؤهما هنا «نزلت عربية صور»، كلمات متقطعة لفرح بابتسامة تغمر وجهها، ممسكة بالموبايل الخاص بوالدتها لفتح الصور التى شاركت بها، تريد أن تعبر أنها شاركت بالتصوير وأنها كانت تركب مواصلات للوصول للمكان الذى سيتم التدريب به. تقول سحر حسن والدة فرح، الابنة الثالثة لها، إن موهبة فرح لا تقتصر فقط على التصوير، فهى مؤهلة للدخول فى بطولات فى السباحة، حيث تلقت تدريبات منذ أن كانت فى عامها الرابع «من أول يوم ولادة عرفت إنها طفل داون، وأنا حاولت أتقبل الأمر الواقع، واهتميت بيها، بتاخد دورات تنمى مهارات التواصل الاجتماعى، وغيرها من المهارات». وتضيف «إخواتها البنات ماكنوش بيعرفوا يتعاملوا معاها، خدوا دورات تدريبية هما كمان، والعلاقة اتحسنت بينهم كتير». وتعلق مبتسمة «فرح كانت بتحب تصور الأشخاص أكتر من الأماكن، فى شارع المعز شافت واحد بيشرب شيشة، بعد ما صورته كانت عاوزة تجرب تشرب زيه». أما أحمد «اللبق» لحد كبير فيستطيع التعبير عن نفسه مقارنة بغيره من زملائه، يتلعثم قليلاً فى الحديث، حاصل على بطولة العالم السنوية فى يناير 2012 بكوريا الجنوبية، فى رياضة الهوكى أرضى، فيقول «باحب أصور الأزهر والقلعة والسلطان حسن، صورت 3 آلاف صورة، واختاروا منها 6 للمعرض»، ضمن أحلام «أحمد» التى يتمنى تحقيقها أن يقتنى كاميرا خاصة به، بابتسامة تغمر ملامح وجهه، وملامح تغلب عليها البراءة، يقول، «نفسى يبقى عندى كاميرا وأعمل معرض صور». التصوير لم يكن الهواية الوحيدة التى احترفها أحمد بل الرسم على الزجاج، وألعاب القوى، كما حصل على بطولات فى الوثب. توضح شادية كمال، والدة أحمد: «اكتشفت موضوع القدرات الذهنية عند أحمد بعد ولادته مباشرة، حاولت التغلب على حزنى والتعامل بشكل إيجابى معه، وبعد 8 أيام عرفت إنه هيبقى معاق ذهنياً، وبدأت أنمى وأطور قدراته، علشان كده هو سابق زمايله»، وتضيف بنظرة رضا وأمل «دى مفاجأة لأى أم، بتبقى صدمة كبيرة بالنسبة لها، بس الحمد لله اتغلبت عليها، وفرحانة لأنى شايفاه محقق نجاح فى حياته».