قال الشيخ عبداللطيف دريان، مفتي لبنان، إن ما يتعرَّض له المسلمون والمسيحيون على حد سواء يتعارض مع هذه المبادئ السامية التي يقرها الإسلام، فنحن معًا نواجه عدوًا مشتركًا، يرتكب جرائمه باسم ديننا الحنيف، والإسلام دين رحمة وسلام للبشرية جميعًا، لقد عشنا معًا سُنَّة وشيعة تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، عشنا مسلمين ومسيحيين تحت راية، لكم دينكم ولي دين، والقوى الظلامية التي وفدت علينا هي قوى ضالة، وجاءت إلينا بأفكار خارجية غريبة علينا. وأضاف دريان، في مؤتمر الأزهر لمكافحة الإرهاب: "ليكن اجتماعنا في رحاب الأزهر الشريف ردًا إسلاميًا إسلاميًا وإسلاميًا مسيحيًا، وردًا إنسانيًا شاملًا يقطع دابر الفتنة التي يحيكها الظلاميون يتسجيبون لتعليمات خارجية تهدف لضرب أوطاننا ومجتعاتنا". وأوضح أن الاختلاف بين العقيدة الإسلامية والمسيحية يبقى محددًا بين أتباع كل دين وأتباع كل طائفة، وعلينا أن نعيش في وطن واحد ضمن هذه الأفكار والثقافات المتنوعة والمتعددة، وعلينا تحويل هذه التنوع إلى مصدر ثراء وغنى، لا مصدر تناحر وتقاتل، وأن نجتمع إلى العيش في إطار مفهوم المواطنة، المسيحيون والمسلمون هم في الواجبات والحقوق سواء في إطار دولة المواطنة بلا تفرقة ولا تمييز، فالكل والكل مواطنون. وشدد مفتي لبنان، على "ضرورة المصارحة لأنها تؤدي للمصالحة، فمن المهم توطيد العلاقات الإسلامية، لأن توطيد هذه العلاقات يؤكد على الصفة الإسلامية بأنهم إخوة، فالإسلام دعانا أن نعتصم بحبل الله جميعًا وألا نفترق ولم يدعُ أحدًا للاختلاف، فالاختلاف سنة كونية، ويمكننا أن نختلف ولكننا نبقى متحدين معتصمين". ولفت المفتي إلى أن العلاقات الإسلامية المسيحية مبنية على المودة والاحترام، فالمودة هي الصفة التي جعلها الله لإقامة العلاقات وكذلك الصفة التي تربط العلاقة في الأسرة، فالعلاقات بين المسلمين والمسيحيين هي علاقة أسرية.