في الفترة، الأخيرة فقد الكثير من علماء الدين والدعاة الإسلاميين مصداقيتهم عند الشعب المصري، بعد ابتعادهم عن الهدف الأسمى لهم، ألا وهو الدعوة إلى الله والمساهمة في تعليم أصول الدين الإسلامي، وإصدارهم لفتاوى سياسية بدلا من الدينية. وعلى الرغم من الدور التنموي الذي من الممكن أن يقدمة الدعاة الإسلاميين للمجتمع، إلا أنه لم يتخيل أي متابع للبرامج الدينية أن يسمع فتوى سياسية في برنامج ديني، لصالح مرشح رئاسي، أو لاستغلال شعبيتهم في توجيه الشعب في الانتخابات والاستفتاءات. تسبب ذلك الخلط في فقدان الكثير من الدعاة شعبيتهم، وتحولت ردود أفعال الشعب المصري من مدح ودعاء للدعاة الإسلاميين إلى ذم، وبعد أن كان المواطن يدعي للشيخ ويقول "ربنا يباركلك يا شيخ، إني أحبك في الله" أصبح يدعي عليه "ربنا ينتقم منك، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا منافق" . غزوة الصناديق أطاحت ب"محمد حسين يعقوب" في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مارس 2011، أصبح التصويت ب"نعم" الطريق إلى دخول الجنة، والتصويت ب"لا" مسلم غير ملتزم، ودعا في ذلك الوقت الداعية السلفي محمد حسين يعقوب عبر وسائل الإعلام ومنابر المساجد المسلمين للتصويت ب"نعم"، واصفا ذلك الاستفتاء ب"غزوة الصناديق" وأن "الشعب هيقول نعم للإسلام وسوف ينتصر الإسلام". ومنذ ذلك الوقت بدأت شعبية يعقوب في الانهيار في الشارع المصري، وازدادت في التضاؤل بعد حكم الرئيس المعزول محمد مرسي لمصر لمدة عام. تغير الفتاوى بين ثورة يناير وثورة يونيو أطاح ب"محمد حسان" في أحداث ماسبيرو المشهورة إعلاميا باسم "مذبحة ماسبيرو"، وصف الداعية السلفي محمد حسان المتظاهرين بالمخربين والإرهابيين الذين يريدون في شق صف الجيش المصري، وليس لديهم أي هدف غير إحداث بلبلة في الشارع المصري. واختلف تناول محمد حسان للأحداث، بعد ثورة 30 يونيو، فدافع عن جماعة الإخوان وحمل الرئيس عبدالفتاح السيسي والجيش مسؤولية الدماء التى أريقت في الشارع المصري وقتها، على عكس موقفة في عام 2011 ودفاعه عن الجيش. ثورة 30 يونيو أطاحت ب"القرضاوي" و"أبوإسحاق الحويني" أوضحت ثورة 30 يونيو نفاق يوسف القرضاوي، حيث إنه قبل ثورة يناير كان يهاجم جماعة الإخوان، وكان يصفها بجماعة خائنة لمصر والأمة الإسلامية، وتغير الحال بعد ثورة 30 يونيو، وأصبح داعما لجماعة الإخوان، ووصف الثورة ب"الانقلاب". ويواصل القرضاوي، في الوقت الحالي، إهانة الجيش المصري، ومحاولات لإحداث فتنة بين الشعب المصري والجيش لعودة جماعة الإخوان للحياة السياسية مرة أخرى بعد ما حدث في 30 يونيو. كما هاجم الشيخ أبو إسحاق الحويني الداعية السلفي ثورة 30 يونيو قبل نجاحها، وأكد أنه لم يقدر أي شخص أن يرفع راية مكتوب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله" في الميادين، وبعد نجاح الثورة تغير رأيه عن الثورة، وطالب الجماعات الإسلامية بالابتعاد عن المشهد السياسي والتفرغ للجانب الديني.