ميدان التحرير، والمنصة بمدينة نصر، والعباسية، أمكنة مختلفة ومتباعدة عبرت عن توجهات القوى المختلفة الممثلة للشعب المصري.. في الوقت الذي وحدت فيه ثورة 25 يناير جميع القوى السياسية حول هدف واحد وهو خروج مبارك من السلطة، لكن بعد الثورة زال هذا التحالف وجرت كل قوى وراء هدفها وهو كيفية الوصول للسلطة، كثيرا ما ظهرت مليونيات تدعو لها الإخوان المسلمين، نقيض مطالب أخرى للثوار. مليونية الأقصى والفرصة الأخيرة25 نوفمبر 2011 مطالب الثوار في مليونية "الفرصة الأخيرة" متمثلة في وقف العنف المستمر من جانب قوات الأمن طوال فترة أحداث محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء، وتقديم اعتذار صريح عن تلك الجرائم، ورد الاعتبار للشهداء والجرحى الذين سقطوا وتقديم التعويضات المناسبة لهم ولذويهم، وتشكيل وزارة إنقاذ وطني جديدة لها صلاحيات كاملة. في تلك المليونية تراجعت جماعة الإخوان المسلمين عن مشاركتها في مليونية الفرصة الأخيرة، بميدان التحرير، التي من المقرر أن تنطلق تحت اسم "الفرصة الأخيرة"، لرغبتها في الدخول في الانتخابات البرلمانية وعدم عرقلة مسيرتها السياسية، ودعت لمليونية الأقصى وأداء صلاة الجمعة بالجامع الأزهر دعمًا للمسجد الأقصى، وردًا على إعلان إسرائيل قيامها بهدم جسر باب المغاربة، كما اعتبرته القوى السياسية موقفا متخاذلا من قبل الإخوان. الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير في 25 يناير الماضي، اختلفت القوى السياسية حول كيفية الاحتفال بهذه الذكرى، ففي الوقت الذي رأت فيه جماعة الإخوان المسلمين ضرورى الاحتفال بها، كانت على نقيضها القوى السياسية الأخرى، التي أكدت على ضرورة خروج مظاهرات لاستكمال مطالب الثورة. ظهرت جماعة الإخوان المسلمين في مشهد ميدان التحرير بدور المسيطر على الميدان، من خلال بناء منصة ضخمة خاصة بهم، قبل الاحتفال بيومين، وهو ما أثار غضب قوى سياسية أخرى، وحدثت اشتباكات بين الطرفان بالأيدي والأحزمة وتبادلا الرشق بزجاجات المياه. وقام شباب الجماعة بعمل كردون من خمسة صفوف حول منصتهم لحمايتها، صدروا فيها عددًا من كبار أعضائهم، للحوار مع الشباب، وإقناعهم بوجهة نظرهم، كما بدأت المنصة في الهتاف «يسقط حكم العسكر»، في محاولة لتهدئة المتظاهرين. واستطاعت جماعة الإخوان بالفعل تحويل يوم 25 يناير، مجرد احتفال بالذكري، وخرجت مسيرات من كل المساجد، لتصب بميدان التحرير، ومر هذا اليوم مرور الكرام، وفشلت القوى السياسية في تحقيق هدفها وهو تحويل هذا اليوم لمظاهرة لاستكمال مطالب الثورة. وأعلنت منصة "الإخوان" عن "وجود مأجورين هدفهم إيقاع الفتنة بين الجماعة والثوار"، وقالوا موجهين حديثهم للمتظاهرين "لا أحد يزايد على الإخوان المسلمين، لأننا دخلنا المعتقلات لمدة 60 عاما.. أين كنتم؟"، ما زاد من حالة الاحتقان والغضب بين المتظاهرين. 30 يونيو مليونية "الدستوري المكمل": طرفيها كان جماعة الإخوان المسلمين، والإعلامي توفيق عكاشة، ومؤيديه، وكانت ساحتى القتال هما ميدان التحرير بالنسبة للإخوان، ومؤيدي عكاشة في مدينة نصر عند النصب التذكاري. كانتا هدفا التظاهرتين نقيضين، ففي الوقت الذي يطالب فيه توفيق عكاشة ومؤيديه ب "الاعتراف بالإعلان الدستوري المكمل" وأعلنوا عن دخولهم في اعتصام مفتوح حتى رحيل الدكتور محمد مرسى، وكانت هتافات المشاركين بها ضد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، مرددين: "يسقط يسقط حكم المرشد، هم اتنين مالهمشى أمان المرشد والإخوان"، "يا مرسى ما تعيشى الدور زيك زي الكرسي". في المقابل، نظمت جماعة الإخوان المسلمين مليونيه في ميدان التحرير، لتسليم السلطة، وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل. 24 أغسطس مليونية "إسقاط الإخوان" لم تحظ مليونية 24 أغسطس التي دعا إليها النائب السابق محمد أبو حامد، لإسقاط جماعة الإخوان المسلمين بحزبها الحرية والعدالة، باهتمام كبير من قبل المتظاهرين، بعدما امتنع العديد عن المشاركة، فيما تجمع العشرات من مؤيدي الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، ظهر اليوم الجمعة بميدان التحرير، تنديداً بدعوة محمد أبو حامد، وكيل مؤسسي حزب حياة المصريين لإسقاط الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين، رافعين الأعلام المصرية وأعلام بيضاء تحمل صور الرئيس محمد مرسى مكتوب عليها "محمد مرسى رئيس الجمهورية". وقد وقعت العديد من المشادات الكلامية بين مؤيدي ومعارضي الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، بعدما التقت مسيرتان إحداهما مؤيدة لمرسى وأخرى معارضة له، بالقرب من الشارع المؤدي إلى ميدان طلعت حرب، فيما ألقى عدد من المعارضين للدكتور مرسى عدداً من الألعاب النارية التي تحدث صوتاً انفجارياً على مؤيديه، وأدى ذلك إلى الاشتباك بينهم بالشوم وملاحقة المؤيدين للمعارضين للقبض عليهم، وطردهم خارج الميدان.