لم يكن العنف ضد المرأة سواء لفظي أو جسدي وليد لحظة، بل هي مشكلة باتت ظاهرة تفشت في مجتمع لم يعد يصمت أمام حقوقه، بل تعلم ثقافة "الانتزاع"، حتى يحصل على أبسط حقوقه. مؤخرا بدأت الآية تنعكس، فكما تتعرض السيدات للعنف، بدأ الرجال يتعرضون لعنف أيضا، من نساء وفتيات رفضن السكوت على عنف أو التنازل عن حقوقهن ورغباتهن، فقابلنه أيضا بعنف. بعد معاناة مع زوجها، ووصلات من الضرب والإهانة منذ زواجهما، فاض بها الكيل إلى الحد الذي جعلها تتمرد على واقعها، ليس بالطلاق أو الانفصال، بل مواجهة العنف بالعنف، حتى تحول الأمر إلى ما يشبه "لذة الانتقام"، حيث أوضحت السيدة فجر الأباصيري، خلال استضافتها ببرنامج "كلام في سرك"، أنها أصبحت "تتلذذ بضرب زوجها وإهانته عند خوفه منها"، مبررة ذلك ب"ده من اللي شوفته منه". وفي واقعة أخرى، اكتشف زوج بالمطرية خيانة زوجته له، فحرر محضرا ضدها، وعند خوفها من افتضاح أمرها، قامت بتفجير الشقة باستخدام أسطوانة بوتاجاز، فتوفى الزوج ومعه أولاده الخمسة، وسقط جزء من الشقة على عقار مقابل. ومن الخيانة ل"الصلع"، قضت محكمة الأسرة بمصر الجديدة منذ أيام بخلع زوجة لتعرضها لضرر بسبب صلع زوجها والحرج منه أمام أصدقائها، وعدم اهتمامه بمظهره العام بعد الزواج. ثلاثة واقعات طالعتنا الصحف والمواقع الإلكترونية بها هذا الأسبوع، توضح أن موجة جديدة من العنف بدأت تهاجم الرجال أيضا، لأسباب قد تكون منطقية أو غير منطقية، وباتت حديث مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يناقشها بجدية من جهة، ويتناولها بسخرية من جهة أخرى.