حشود تملأ ميدان التحرير، منصات تدشن في الصباح، المسيرات تتوافد إلى الميادين مع صلاة الظهر، أعلام مصر ترفرف في السماء، الهتافات تتصاعد في الميدان، لنصرة الثورة وعزل رموز نظام حسني مبارك، الجمعة اسمها "الفرصة الأخيرة"، وتاريخها 1 يونيو 2012، ومطالبها إصدار قانون العزل السياسي لإبعاد شفيق عن انتخابات الرئاسة. في صباح اليوم الثاني، 2 يونيو 2012، ترفع جلسة محاكمة "القرن"، الجميع ينتظر حكم المستشار أحمد رفعت، رئيس محكمة جنايات القاهرة، على "مبارك" ونجليه و"العادلي" ومساعديه في قضايا قتل المتظاهرين، تنعقد الجلسة، ويقول "رفعت" منطوق حكمه بالسجن المؤبد ل"مبارك" و"العادلي"، وبراء "جمال" و"علاء" ومساعدي العادلي، فكانت "جمعة الفرصة الأخيرة" حشد ينتظر الحكم على "مبارك"، كما كان الحشد الذي أجبر السلطة على إحالة الرئيس الأسبق للمحاكمة في أبريل 2011. عامان ونصف العام يمران، تأتي جمعة "رفع المصاحف"، التي دعت لها الجبهة السلفية وأنصارها في تحالف دعم الشرعية، داعين للحشد من بداية نوفمبر 2014، كما دعت "الإخوان" للحشد قبل النطق بالحكم على "مبارك"، يطالبون بالقصاص للشهداء، وإعدام الرئيس الأسبق، لتكثِّف الدولة استعدادتها لليوم، الذي يسبق النطق بالحكم في جلسات إعادة نفس المحاكمة، فتجد شوارع خالية من المواطنين، وقلة قليلة من المتظاهرين "الإخوان" في الشوارع، لا يتعدون العشرات، وتعلن وزارة الداخلية إحكام سيطرتها على الشارع، وتشير لنجاحها في إفساد مخططات العنف والإرهاب. تبزغ شمس يوم التاسع والعشرين من نوفمبر، الجميع ينتظر حكم المستشار محمود كامل الرشيدي، في الفصل الثاني من محاكمة القرن الثانية، أهالي الشهداء ينتظرون القصاص، والمتهمون وأقاربهم يتمنون البراءة أو الحكم المخفف، ليصدر الحكم الأول ببراءة حبيب العادلي ومساعديه من تهم قتل المتظاهرين، وبراءة جمال وعلاء من تهم الفساد المالي، وبراءة "مبارك" وحسين سالم من تهم تصدير الغاز لإسرائيل وعدم جواز الدعوى المقدمة ضد الرئيس الأسبق في اشتراكه بقتل المتظاهرين. "الحشد الشعبي" و"المليونيات"، كانت كلمة "السر" في إحالة "مبارك" للمحاكمة من قبل، و"مليونية الفرصة الأخيرة" جاءت بعدها حكم "المؤبد"، ليأتي يوم شوارعه خالية، وشعب كره التظاهر، خوفًا من العنف والإرهاب، فلا يجد أهالي الشهداء ظهيرًا شعبيًا يساندهم، فخرج الحكم ليفرح المتهمون وتدمع عين أم الشهيد على فقيدها.