حريق مدينة نصر.. أب يحتضن ابنه ويقفز من الطابق العاشر والنيران تحاصر أسرته

في واحدة من المآسي الإنسانية المبكية، احتضن أب في العقد الرابع من العمر، طفله وقفز به، هربًا من حصار النيران لأفراد الأسرة في الطابق العاشر داخل عقار في مدينة نصر، لحظات قاسية عاشتها الأسرة المكونة من 5 أفراد، وهم: الأب خالد كمال زكي، وطفله مراد، والزوجة مها خيري، وطفلتها أديان، وشقيقها فادي خيري درويش، حيث ظلت ألسنة اللهب تأكل محتويات الشقة، وتقترب منهم، وسط صرخات مكتومة، لم يسمعها الجيران.
هرب من الموت إلى الموت
في حريق مدينة نصر، هرب الأب وطفله من الموت إلى الموت، إذ أسرع باحتضان نجله، وقفز به من الطابق العاشر، في مشهد مذهل أصاب شهود العيان من جيرانه، بحالة من الهلع والرعب الشديدين، حيث استقر جثمانا الأب والطفل على الأرض جثتين هامدتين، بينما بقيت زوجته وشقيقها وطفلتها، يصارعون الموت داخل الشقة، حتى نجحت فرق الإنقاذ من قوات الدفاع المدني، بمساعدة الجيران، في إنقاذ الزوجة وشقيقها، وسرعة نقلهما إلى المستشفى، لتلقي الإسعافات الأولية، فيما لقيت الطفلة مصرعها.
معاينة جهات التحقيق
انتقل فريق أمني وقضائي، إلى مكان الحادث المروع في مدينة الواحة، بمدينة نصر، وبينت المعاينة الميدانية أن النيران شبت داخل عقار مكون من 11 طابقًا فوق الأرضي، وأن الحريق اندلع في الشقة رقم 101 بالطابق العاشر، وهي مكونة من 3 غرف وصالة، وتمت السيطرة على الحريق، بمعرفة سيارات الحماية المدنية.
ونتج عن الحريق، وفاة كل من خالد كمال زكي، 34 سنة، ومقيم محل البلاغ، بعدما قفز من البلكونة بصحبة نجله، وبمناظرة الجثتين، ‏تبين أن الأب مصاب جروح وكسور متفرقة بالجسم، ونجله الأول مراد خالد كمال، 4 سنوات،‏ به عدة جروح وكسور بمناطق متفرقة في الجسم، فيما لقيت ابنة زوجته أديان هشام رمزي، 9 سنوات، مصرعها داخل الشقة، بالاختناق نتيجة الحريق.
وأوضحت المعاينة، إصابة الزوجة مها خيري سراج درويش، 41 سنة، ربة منزل، ومقيمة بمحل البلاغ، بحروق متفرقة بالجسم، ونقلت بسيارة الإسعاف وشقيقها فادي خيري سراج درويش، 35 سنة، بدون عمل، مقيم بمحل البلاغ، ونقلا إلى المستشفى لتلقي الإسعافات.
قرار النيابة العامة
قررت النيابة العامة انتداب الأدلة الجنائية، لمعاينة آثار الحريق، وإعداد تقرير عن أسبابه، وموافاة النيابة بنتائجه، عقب الانتهاء منه، وصرحت بدفن جثامين المتوفين، عقب توقيع الكشف الطبي عليها من الطب الشرعي.