كشفت نتائج أعمال "العربية للأسمنت"، خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري، عن تحقيق إيرادات بنحو 1788.5 مليون جنيه، بزيادة قدرها 17% مقابل 1532.1 مليون جنيه خلال الفترة ذاتها 2013، فيما يعكس بوادر التعافي الاقتصادي واستقرار الأوضاع الأمنية في مصر. وبلغ صافي أرباح الشركة 200.4 مليون جنيه بانخفاض قدره 35%، وصاحب ذلك تراجع هامش صافي الربح بواقع 9 نقطة مئوية ليبلغ 11% نتيجة انتهاء مهلة الإعفاء الضريبي، لتبدأ الشركة سداد ضرائب قدرها 30% بمقتضى النظام الجديد لضرائب الشركات، وكذلك تحمل مصروفات غير متكررة على خلفية تنفيذ عملية طرح أسهم الشركة في البورصة المصرية في وقت سابق من العام. قال ماجرينيا الرئيس التنفيذي ل"العربية للأسمنت"، "مشكلة الطاقة مثلت أبرز العقبات خلال أول تسعة أشهر من العام الجاري، حيث تأثرت معدلات الطاقة الإنتاجية والتشغيلية بنقص الوقود خلال الفترة الماضية، وهو ما نجحنا في تجاوزه من خلال تحويل المنشآت الصناعية التابعة إلى استخدام مصادر الطاقة البديلة". وأضاف، "إنتاج الكلنكر انخفض بمعدل سنوي 20% خلال أول تسعة أشهر من عام 2014، مع وصول الطاقة التشغيلية إلى 62% خلال نفس الفترة، وصاحب ذلك انخفاض إنتاج الأسمنت بمعدل 2% مقارنة بأول تسعة أشهر من عام 2013، نتيجة تراجع الطاقة التشغيلية إلى 72%". وتابع، "على الرغم من هذه التحديات، استفادت الشركة كثيرًا من نمو معدلات الطلب ومردود حملة التسويق القوية ما سمح بتمرير زيادات الأسعار إلى المستهلك، ومن ثم ارتفعت الإيرادات المحققة على كل طن بمعدل سنوي 19% خلال أول تسعة أشهر من عام 2014". من جهة أخرى، بلغ هامش الربح الإجمالي 42%، وهو انخفاض سنوي بواقع 3 نقطة مئوية مقارنة بأول تسعة أشهر من عام 2013، ويرجع ذلك إلى ارتفاع تكلفة المبيعات نتيجة لجوء الشركة إلى استيراد الكلنكر من أجل ضمان قدرتها على تلبية احتياجات السوق خلال الفترة الماضية. يذكر أن ارتفاع إيرادات الشركة لم ينعكس حتى الآن على مستوى الأرباح التشغيلية أو صافي الربح نتيجة ارتفاع المصروفات خلال الفترة الماضية، مصحوبًا بانخفاض قيمة العملة المحلية وتأثيره على فروق أسعار الصرف، وكذلك تطبيق النظام الضريبي الجديد. وأشار الرئيس التنفيذي، إلى عملية قيد أسهم الشركة فى البورصة المصرية خلال مايو الماضي، باعتبارها أول عملية طرح عام أولي بالبورصة المصرية منذ عام 2011، فضلا عن كونها حققت نجاحًا ملحوظًا نظرًا لتجاوز حد الاكتتاب بمعدل 18.5 مرة. وقال "غير أن المصروفات الاستثنائية المرتبطة بعملية الطرح، والتي بلغت نحو 23.8 مليون جنيه، وكذلك التكاليف الخاصة بحملة التسويق، نتج عنهما ارتفاع المصروفات العمومية والإدارية بمعدل سنوي 74% لتبلغ 76.6 مليون جنيه خلال أول تسعة أشهر من عام 2014، وستعمل الإدارة على الحد من أية مصروفات استثنائية في المستقبل علمًا بأن معدل المصروفات العمومية والإدارية للإيرادات يبلغ 4%". وأكد الرئيس التنفيذي ل"العربية للأسمنت"، على قدرة شركته على مواجهة وتجاوز العديد من التحديات التشغيلية الناتجة عن نقص الوقود منذ بداية العام الجاري، والتي أثرت بشدة على أغلب المنافسين بالسوق، ولفت إلى أن الشركة تعمل على توسيع عملياتها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، حيث انتهت من الاستعدادات اللازمة لتنفيذ مشروع جديد خلال الربع الأول من عام 2015 لإنشاء طاحونة أسمنت في شمال غرب البرازيل. يذكر أن الشركة العربية للأسمنت، تأسست عام 1997 على يد مجموعة من رواد الأعمال المصريين، ويقع مصنعها في محافظة السويس، وتقوم الشركة حاليا بإنتاج 5 ملايين طن سنويًا من الأسمنت عالي الجودة، وهو ما يمثل 10% من إجمالي الإنتاج المحلي في مصر، وتعد الشركة مشروع شراكة بين مجموعة Cementos La Union الإسبانية التي تمتلك حصة الأغلبية، ومجموعة من المستثمرين المصريين.