السكر والكبد

«الأنسولين هو الحل عند ارتفاع الإنزيمات فى مرضى الكبد»

يزداد انتشار حالات الإصابة بمرض السكر وأمراض الكبد المزمنة فى الآونة الأخيرة، وفى بعض الأحيان لا يستطيع الأطباء تحديد هل سبب الإصابة بالسكر وجود أمراض مزمنة بالكبد أو أن العكس هو الصحيح، ودائما ما نلاحظ أن أمراض الكبد التى تصاحب حدوث مرض السكر غالبا ما تحدث ببطء ودون أعراض واضحة وقد تكتشف عن طريق الصدفة، فعندما يحضر مريض السكر لأول مرة للطبيب ويطلب منه تحليلا لوظائف الكبد قد نكتشف وجود اضطرابات فى وظائف الكبد، والعكس أيضا صحيح فنجد مريض الكبد لأول مرة فى زيارة لطبيبه المعالج الذى يطلب منه تحليلا للسكر فنجد مستوى السكر مرتفعا أيضا.. وبذلك يجتمع مرض السكر ومرض الكبد فى نسبة كبيرة من المرضى.
وسبب انتشار هذا النوع من المرض فى مصر كثرة الإصابة بأمراض الكبد بصورة كبيرة، وأيضا وجود سبعة ملايين مريض بالسكر على الأقل فى مصر.
وتنقسم الأمراض التى تجتمع فيها أمراض الكبد مع مرض السكر إلى مجموعتين:
أولا: أمراض الكبد التى تحدث كنتيجة لحدوث أمراض السكر، ونجد أن النوع الثانى من مرض السكر يتسبب فى 80% من الحالات بتسريب الجيلوكوجين فى خلايا الكبد، أما التهابات الكبد الدهنية فتحدث فى حوالى 40 - 70% من مرضى السكر.. وقد تتسبب فى تضخم الكبد واضطراب وظائفه فى العديد من الأحيان، وقد يحدث فى 1 - 8% من مرضى السكر إصابة الكبد بالتليف، مما يسبب تدهورا فى وظائفه فى بعض مرضى السكر.
ويتسبب مرض السكر فى حدوث الالتهابات المزمنة بالمرارة ووجود حصوات بها، وآخر هذه الأمراض هى إصابات الكبد التى قد تحدث نتيجة للأعراض الجانبية لأدوية علاج السكر عن طريق الفم، فمن المعروف أن بعض هذه الأقراص لها بعض التأثيرات السلبية على الكبد بالذات إذا كانت هناك أمراض بالكبد غير ظاهرة.
ثانيا: مرض السكر عندما يحدث كنتيجة لأمراض الكبد: من المعروف أن هناك بعض أمراض الكبد التى تؤدى إلى زيادة احتمالات الإصابة بمرض السكر، ومنها فيروس الكبد (سى)، فأصبح الآن معلوما أن نحو 25% من مرضى فيروس الكبد (سى) يصابون بالسكر نتيجة للإصابة بالفيروس، وكثيرا ما نقابل هذا النوع من المرضى المصريين ونكتشف إصابتهم بالفيروس (سى) وبمرض السكر فى نفس الزيارة للطبيب، وقد يؤدى أيضا العلاج بالإنترفيرون إلى الإصابة بالسكر لدى مرضى فيروس (سى).