استأنفت سفن «سوبراماكس الفرعية»، حركة شحنات الحبوب من موانئ البحر الأسود، بما في ذلك من كونستانتا في رومانيا وفارنا في بلغاريا، حيث يبحث المشترون عن بدائل للشحنات الأوكرانية والروسية المتوقفة منذ الحرب بين البلدين في 24 فبراير الماضي. أوكرانيا تشحن عبر موانئ دول الجوار وقالت «ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس»، إن هناك بعض النشاط التجاري الطفيف من الموانئ الرومانية والبلغارية في منطقة البحر الأسود، لكن أحجام الحبوب أقل بكثير مقارنة بصادرات الحبوب الأوكرانية والروسية التي اعتدنا على رؤيتها، وأن بعض طرود الحبوب يتم نقلها من أوكرانيا بالسكك الحديدية إلى موانئ في رومانياوبلغاريا ومن شحنها عبر البحر الأسود على متن سفن سوبراماكس إلى وجهاتها النهائية. ونقلت المؤسسة البحثية، عن مصادر في السوق أن العديد من المالكين الدوليين للسفن الكبيرة مازالوا غير مستعدين لتحميل شحنات من روسيا، وأنه بينما يتجنب بعض المالكين إرسال سفنهم إلى روسيا تمامًا، يطلب البعض أموالاً إضافية تبلغ حوالي 2000 دولار لدخول الموانئ الروسية. توقف موانئ الشحن الأوكرانية وتوقف شحن الحبوب من أوكرانيا عندما غزت روسيا البلاد، حيث تعرضت أوديسا ومدن أخرى للهجوم في 24 فبراير وبدأت عمليات تحميل الشحنات في أوكرانيا في التوقف. وفي الأيام التي سبقت الغزو، تصاعد النشاط التجاري من البحر الأسود حيث سارع المصدرون إلى إخراج كميات كبيرة من البلاد. وتعتبر موانئ البحر الأسود ذات أهمية خاصة لشحنات الحبوب من أوكرانياوروسيا، حيث يمثل البلدان حوالي 26% من صادرات القمح العالمية، وصدرت روسيا 26 مليون طن متري من القمح حتى الآن في عام التسويق 2021-22 (يوليو-يونيو)، وهو ما يمثل 80% من تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية ، وأوكرانيا 18 مليون طن متري، وهو ما يمثل 90% من تقدير وزارة الزراعة الأمريكية. طلب متوقع على القمح الأوروبي وتتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أيضًا في تقرير صدر قبل أيام، أن تزود أوكرانيا 13% من تدفقات الذرة العالمية إلى الخارج لهذا العام، بعدما صدرت ما يقرب من 18 مليون طن متري من الذرة حتى الآن في 2021-22، لتصل إلى 65% من تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية للعام بأكمله. وأشارت المذكرة البحثية، إلى أن الطلب على قمح البحر الأسود من المرجح أن يتحول إلى دول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا ورومانياوبلغاريا في المدى القريب، وعلاوة على ذلك، برزت الهند، التي تمتلك مخزونات ضخمة من القمح، كمصدر رئيسي. الحرب تشعل أسعار القمح عالميًا ولفتت إلى أن الهند من المرجح أن تستفيد من تعطل التدفقات في البحر الأسود، كما ارتفعت أسعار تصدير القمح من أسترالياوكندا بشكل حاد والمخاوف بشأن نقص الإمدادات العالمية التي تؤدي إلى تفاقم مخاوف تضخم الغذاء. وبينما ارتفعت أسعار القمح الأسترالي بشكل حاد خلال الأسابيع القليلة الماضية منذ بدء الحرب، تواجه كندا والولايات المتحدة نقصًا حادًا في الإمدادات بسبب ظروف الجفاف القاسية، بحسب «ستاندرد آند بورز».