سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشرق الأوسط: تحالف المرزوقي مع "إخوان تونس" يقلل من حظوظه في الرئاسة الصحيفة" المرزوقي سعى ل"شيطنة" منافسيه للخروج من مأزق عدم وجود برنامجا واضحا له في الانتخابات
يسعى الرئيس التونسي المؤقت "المنتهية ولايته" المنصف المرزوقي، خلال حملته الانتخابية إلى الفوز بنتائج الانتخابات الرئاسية، من خلال حشد القاعدة الانتخابية ل"إخوان تونس"، والجماعات السلفية. وقالت صحيفة "الشرق الأوسط"، في تقرير نشرته اليوم، إنه المرزوقي يبدو لغالبية التونسيين مرشحًا مهزوزًا ومرتبكًا ولا يصلح ليكون رئيسًا لدولة مدنية، في مجتمع يتوق إلى انتخاب رئيس قوي، قادر على إدارة شؤون البلاد، بعيدًا عن النرجسية الممزوجة بالانتهازية المفضوحة. وأشارت الصحيفة، إلى أنه في الوقت الذي ينتظر فيه التونسيون برامج انتخابية واضحة وعملية من المرشحين، لم يجد المرزوقي الذي يفتقد لأي برنامج، مخرجًا لمأزقه السياسي سوى "شيطنة" منافسيه، وخاصة الباجي قائد السبسي، زعيم حزب "نداء تونس"، الذي يبدو المرشح الأوفر حظًا وفق استطلاعات الرأي. وأضافت الصحيفة، أن المرزوقي روج للتحذير من عودة الاستبداد، حال فوز قائد السبسي، معتبرًا إياه "خطر على الثورة"، وهي نفس الفكرة التي يروج لها راشد الغنوشي، الذي يعتبر"نداء تونس" أخطر على تونس من السلفيين، وأنه حرص على الشحن السياسي والعقائدي ضد السبسي تحت شعار "حماية الثورة"، فيما حرص المرزوقي على الشحن، محاولًا إقناع التونسيين بأنه أحد رموز النظام السابق، ليثير "فزاعة" لا يصدقها سوى حلفاؤه من "الإخوان". وتابعت الصحيفة، "المحللون أكدوا على أن تحالف المرزوقي مع الإخوان كانت نتائجه كارثية، ملاحظين أنه عمق عزلته السياسية والشعبية، بعد أن بات صوت مشروع الإسلام السياسي، الذي جربته تونس خلال فترة حكم (الترويكا)، ولم تجن منه سوى أزمة سياسية وأمنية خانقة، من أبرز مخاطرها استفحال ظاهرة الإرهاب، الذي يتصدر لائحة التحديات التي تواجهها البلاد". ويرى كثير من المتابعين للشأن التونسي، أن رهان المرزوقي على القاعدة الانتخابية للإخوان "رهان فاشل"، باعتبار أنه قاده إلى الاصطفاف ضد غالبية التونسيين الذين يدعمون قوى سياسية تناضل من أجل الحداثة وترسيخ قيمها المدنية، وهي قيم ترفض جر البلاد إلى ما يسمي "الإسلام السياسي". ويتوقع الخبراء والمراقبون، أن يتعرض المرزوقي خلال يوم الاقتراع إلى "عقاب شعبي" من قبل الناخبين، مماثل للعقاب الذي تعرضت إليه حليفته حركة "النهضة" في الانتخابات البرلمانية، ليصوت غالبية التونسيين لصالح منافسيه، مثل زعيم "نداء تونس" الباجي قائد السبسي، وزعيم اليسار حمة الهمامي. ويرجع الخبراء والمراقبون توقعاتهم إلى وعي الناخب التونسي، بأن المرزوقي الذي فشل في رسم صورته كرجل دولة قوي، وخذل القوى الوطنية والديمقراطية باصطفافه إلى جانب الإخوان، لا يصلح لقيادة تونس خلال المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد، وتستوجب رئيسًا يحظى بتأييد شعبي وسياسي.