أخويا متوفي منذ ستة أشهر، ولدينا تقرير من الشركة التي كان يعمل بها يؤكد أن وفاته كانت جراء إصابة عمل وهو ما أكدته التقارير الطبية وتقرير النيابة العامة، ومع ذلك التأمينات ترفض صرف معاش أسرته، وتريد إجبارنا على التنازل عن إصابة العمل، وجعل التقرير وفاة طبيعية، حتى تصرف لأسرته المعاش" بهذه الكلمات بدأ حسن السيد محمد حديثه ل"الوطن" عن معاناة أسرة أخيه الذي توفي في حادث قطار أثناء توجهه إلى عمله في مارس الماضي. يقول حسن: "أخويا محمود كان يبلغ من العمر 48 عاما، وكان يعمل بشركة الإسكندرية للزيوت والصابون، وكان مثالا للموظف الملتزم وحصل على تكريم من الشركة، فضلا عن تقديراته الوظيفية التي لا تقل عن جيد جدا. وأضاف، بالرغم من أنه كان مثبت بالوردية الصباحية إلا أن القدر جعل أحد زملائه يستبدل معه ورديته الصباحية بأخرى ليلية تبدأ من العاشرة مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، طيلة شهر مارس الماضي، لظروف طارئة ولأنه كان يحب مساعدة زملائه والوقوف بجانبهم وافق على تبديل الورديته مع زميله، ونظرا لأن الشركة قريبة من منزله بمنطقة القباري فكان يذهب إليها سيرا على الأقدام، مع زميلين له يوميا، مارين بمزلقان قطار القباري. وتابع: في يوم الحادث انتظره زميليه في نفس المكان ولكنه لم يأت، وحاولوا الاتصال به عشرات المرات إلا أنه لم يرد عليهم فظنوا أنه لديه ظروف ولا يستطيع الرد فذهبوا بدونه إلى العمل، وفي السادسة من صباح اليوم التالي عثر أحد معاوني محطة القطار على هاتفه المحمول بجوار مزلقان السكة الحديد بالقباري، وعلى بعد أمتار عثر على جثته بجوار المزلقان فأسرع بإبلاغ الشرطة واتصل بأخر رقم كان على الهاتف، وهو رقم أحد زملاء محمود الذي كان ينتظره عشية الليلة الماضية، وأخبره بالعثور على جثته وبإبلاغ الشرطة. وواصل: توجهنا بعدها إلى المشرحة، وإلى قسم الشرطة، وتم تحرير محضر بالواقعة حمل رقم 1429 لسنة 2012 إداري مينا البصل وخرج التقرير الطبي، وقتها ليؤكد أن الوفاة نتيجة حادث قطار، وليس فيها شبهة جنائية، وبناء على إصدار الشركة شهادة تفيد أنه نظرا لوقوع الوفاة أثناء ذهاب المتوفي للعمل فإن الحادث يعد إصابة عمل. وأشار حسن إلى أنه من يومها، والتأمينات ترفض صرف المعاش بحجة أنها غير مقتنعة أن الوفاة إصابة عمل، وأنها ربما حادث قتل خاصة، وأن المحضر تم تحريره في السادسة صباحا، وليس في العاشرة مساء - وقت وقوع الحادث- بالرغم من أن ذلك ليس بيد أحد لأن معاون المحطة الذي اكتشف الواقعة لم يراها قبل هذا التوقيت، وهو ما أكدته التقارير الطبية، وقرار النيابة، وشهادة الشركة تؤكد أنها إصابة عمل. وتابع، أحد موظفي التأمينات، أخبرني بالنص "لو عايز تخلص الموضوع ده قول إنها وفاة عادية علشان يطلعولك المعاش بسرعة لأن معاش إصابة العمل أكبر من معاش الوفاة، ومش حيصرفوه لك بسهولة، ورد حسن قائلا: "هم بيدفعوا حاجة من جيبهم دول موظفين والورق كله والأدلة سليمة إحنا مش عايزين حاجة أكتر من حقنا، وأخويا عنده زوجة وطفلين، والبيت محتاج مصاريف وإحنا مش عارفين نعمل إيه".