تقول الأسطورة إن سوبر مان نجح فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة (وهرب زعيم السنافر إلى دبى)، وحين بدأ حكم مصر وجد انتقادات على منوال أنه يرتدى (الأندر وير) فوق البنطلون، وكتبت له إحداهن على «تويتر»: «سوبر مان لا يستطيع أن يكنس ويمسح ويشطب المواعين ويغير البامبرز لأطفال هذا الشعب، ده أنت كفاية إن اسمك (سوبر) زى اللب.. أنا أجيب أمى تحكم أحسن». حققت الجملة أعلى نسبة ريتويت، فقرر الشعب خلع سوبر مان ولم يجدوا سوى (سبايدر مان) الذى ما إن تولى حتى خرجت قوى سياسية مدعومة بمحللين استراتيجيين وصحفيى مدينة سلاحف النينجا (ومقرهم مجارى العاصمة) ليؤكدوا أن حكم (سبايدر مان) إهانة لمصر، فهو وجميع العناكب يستطيع أى (شبشب) أن ينهى حكمهم فوراً. اقترح البعض العودة إلى الإسلام، وجاءوا بأحد أحفاد (عمر بن الخطاب) ليحكمنا فانتفض الليبراليون ليؤكدوا أن عمر بن الخطاب شىء، وحفيده شىء آخر تماماً، «إيش جاب لجاب»، كما أن حفيد «الفاروق» كان مسجوناً فى نظام مبارك بتهمة الإرهاب أصلاً يعنى، ومصر مدنية مدنية وليست إسلامية على الطريقة الصينية، فلو تريدون الخير لمصر فعلاً (وشايفين نفسكم دُكُرة) هاتولها عمر بن الخطاب نفسه.. إنما حفيده لأ. شعار مصر الآن بنخبتها (النخبة نائمة لعن الله من أيقظها) بقواها السياسية بأحزابها بإعلامها بسلطاتها ببابا غنوجها يتلخص فى قصيدة محمود درويش الشهيرة «لا شىء يعجبنى»، وبالتالى من الطبيعى أن يكون خطاب مرسى فى احتفالات أكتوبر فرصة جديدة للطم والنواح والانقضاض على الرجل، مع أن المنطق يقول إنه أول رئيس قدم كشف حساب لشعبه، ويشعر أنه مطالب - ومطارد - ليقول ماذا فعل خلال فترة حكم قصيرة ظل كثيرون يبغبغون (بغ بغ بغ بغ بغ) أنهم سيعطونه من خلالها فرصة للعمل فى وئام وسلام (كمنجة واتنين لمون هنا يا ابنى)، وأنهم لن ينتقدوه أبداً/بتاتاً/never خلال ال100 يوم الأولى (بام بارا را رام.. بام بام). ومع ذلك فقد خرج الرجل وقدم كشف حساب للشعب المصرى لم يدعِ فيه أنه أنجز وعود ال100 يوم بالكامل، ولم يكذب ويقول إن (كله تمام)، لكنه أخبرنا وصارحنا. آه والله من حقك - وكلنا معك - أن تحلم بمصر (كاملة من مجاميعه)، وبرئيسها (ع الفرازة)، لكن الملائكة لا يحكمون، وحالة الاستقطاب التى نحياها هى أخطر ما يهدد مصر، فمعارضو مرسى يرونه شيطاناً، وإخوانه ومؤيدوه والمتعاطفون معه يرونه ملاكاً. خطاب مرسى مهم، وواضح، ومباشر. أكيد به أخطاء، قد يكون خيب أمل كثيرين، وأخطأ فيه مرسى أحياناً، وعلى رأى مليجى (سأعرفكم عليه قريباً): «اللى بي(لوك لوك) كتير لازم يغلط»، لكن الرجل حين يخطئ يستحق أن ننقده (مهما رفض مؤيدوه)، وفى نفس الوقت من العيب والظلم أن (نذبحه) إذا أخطأ، أو نترصد له لمجرد المزاج (لو عايز البلد على مقاسك كنت انتخب ترزى أحسن)، لدرجة أن قراراً مثل الإفراج عن المتهمين فى أحداث الثورة يجد له معارضين ومنتقدين ومنددين بالرجل، وهو شىء مستفز للغاية خصوصاً حين يأتى من مثقفين ونخبة يلعبون دور (مارى منيب) فى أفلام الحموات وكأنهم (مدوِّبينهم اتنين). طوبة على طوبة نبنى مصر، ولن تكون طوبة على طوبة (خلى العاركة منصوبة)، ولذلك: عزيزى المعارض.. عزيزى الإخوانى والمؤيد.. بطلوا (أفورة) انتوا الاتنين.