بعد حالة من الاحتقان والاعتصامات المتكررة على مدى الشهرين الماضيين، احتفلت قرى التوطين التابعة لمشروع العون الغذائي على ضفاف بحيرة ناصر، مساء أمس الاثنين، بصرف التعويضات المالية عن تلف المزروعات الخاصة بالمزارعين في هذه القرى، بسبب قلة مياه الري في يوليو الماضي. وحضر الاحتفال أهالي قرى جرف حسين وبشاير الخير وكلابشة الجديدة وتوماس وعافية، وتم تكريم مصطفى السيد، محافظ أسوان، لدوره في صرف التعويضات، كما تم تكريم الدكتور أحمد شلبي، المشرف العام على مشروعات برنامج الغذاء العالمي، والدكتور علي حزين، المدير المقيم بمشروع أسوان، وعبدالشافي السايح، عضو مجلس الشورى، وممثلي الأحزاب السياسية. وأكد محافظ أسوان أن المحافظة حريصة كل الحرص على الوقوف بجانب مواطنيها في جميع التحديات التي تواجههم، "لأننا جميعا في خندق واحد ونعمل جاهدين على تلبية المطالب والاحتياجات الجماهيرية، وخاصة عندما تمس حياة ومعيشة البسطاء وتشكل معاناة يومية نتجت عن قلة المياه، سواء المستخدمة في الشرب أو الري بسبب انخفاض منسوب بحيرة ناصر لأقل مستوياتها خلال الفترة الماضية، ما تسبب في عدم وصول مياه الري للأراضي الزراعية"، لافتا إلى أنه تم رفع الأمر على الفور لوزير الزراعة، الذي أوفد لجنة لحصر الخسائر الناتجة عن تلف المزروعات، كما تم التنسيق مع وزير المالية لسرعة صرف التعويضات، والتي وصلت إلى 2.4 مليون جنيه نتيجة تلف 400 فدان، استفادت من صرفها 300 أسرة بقرى كلابشة الجديدة وبشاير الخير وتوماس وعافية وجرف حسين، حيث تتراوح التعويضات ما بين 1200 جنيه إلى 1700 جنيه للفدان الواحد. وأشار المحافظ إلى أنه سيتم دراسة مطالب المقيمين في هذه القرى بإدخال التيار الكهربائي لها بشكل منتظم، من خلال توصيل خطوط الضغط العالي لنحو 250 كم، وهو المشروع الذي سيكلف الدولة ملايين الجنيهات ويحتاج إلى مساهمة مشروع العون الغذائي والقطاع الخاص، خاصة في ظل اعتماد هذه القرى على محطات تعمل بالديزل، ما يتسبب في الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، الأمر الذي يؤثر بالسلب على كافة مناحي الحياة في القرى، موضحا أن ذلك يأتي ضمن سعي الدولة لخلق مجتمعات عمرانية جديدة على ضفاف بحيرة ناصر، من خلال إنشاء القرى النوبية الجديدة التي بدأت بأول تجمع سكني بمنطقة وادي كركر كمرحلة أولى، لتتوالى بعد ذلك باقي المراحل، وتتحول هذه المنطقة بأيدي أبناءها إلى منطقة جذب عمراني بها جميع مقومات التنمية الحقيقية.