سياسي فلسطيني، وأحد رموز حركة النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال، اشتهر بلقب "أبو عمّار"، إنه ياسر عرفات، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية المنتخب في عام 1996، وهو القائد العام لحركة فتح، أكبر الحركات داخل المنظمة التي أسسها مع رفاقه عام 1959، وكرَّس معظم أوقاته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني، مطالبًا بحق شعبه في تقرير مصيره، وفاز مع إسحاق رابين وشمعون بيريز بجائزة نوبل للسلام عام 1994، وكانت أشهر عباراته "يا جبل ما يهزك ريح". ياسر عرفات، وُلد في القاهرة، واسمه محمد ياسر عبدالرحمن عبدالرؤوف القدوة الحسيني، وكان الولد السادس لأسرة فلسطينية تتكوَّن من سبعة أفراد، ووالده كان يعمل في تجارة الأقمشة، درس الهندسة المدنية في جامعة الملك فؤاد "القاهرة حاليًا"، وترك الدراسة وتطوَّع في إحدى فرق الإخوان المسلمين التي حاربت في غزة، وإعلان قيام دولة إسرائيل، وتم حل المجموعات المسلحة للإخوان فعاد محبطًا إلى مصر، حيث واصل دراسته في الهندسة. وأسس في 10 أكتوبر 1959 مع خليل الوزير وصلاح خلف وخالد الحسن وفاروق القدومي، حركة سُميَّت بحركة فتح، وهي اختصار لكلمات "حركة تحرير فلسطين" بشكل مقلوب، وفي 1 يناير 1965 بدأت العمليات المسلحة لحركة فتح، حيث تمت محاولة تفجير نفق عيلبون. وأقام معسكرات تدريب ومقر قيادة في قرية الكرامة، في منطقة غور الأردن، وبعد معركة الكرامة، التي هُزمت فيها إسرائيل، أعلن عن انتصار المقاومة ومحو عار هزيمة 1967، وانتخب رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأصبح بذلك القائد الأعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية، واستمر بتولي هذا المنصب حتى وفاته. وركَّز الزعيم الفلسطيني جهوده على العمل السياسي، الذي يبرع فيه، فكانت ذروة هذا العمل السياسي إعلان الاستقلال الفلسطيني وذلك سنة 1988، من قبل المجلس الوطني الفلسطيني، ولم يلبث عرفات أن انتُخب رسميًا كرئيس فلسطيني للسلطة الفلسطينية، في انتخابات كانت مراقبة من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وفاز خلالها بنسبة 88% من الأصوات. وبدأت الدوائر الأمريكية وأوساط من الحكومة الإسرائيلية وبعض السياسيين الإسرائيليين بالقول إن ياسر عرفات لم يعد يعتد به بمعنى عدم جدوى التفاوض معه، كان ذلك بعد مُباحثات كامب ديفيد وطابا، وفي هذه الأثناء ارتكبت عدة عمليات فدائية أسفرت عن مقتل كثير من الإسرائيليين، وقامت إسرائيل بمنعه من مغادرة رام الله. وظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عرفات، في يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2004، وظهر الرئيس العليل على شاشة التلفاز مصحوبًا بطاقم طبي وبدت عليه معالم الوهن مما ألم به، وفي تطور مفاجئ، أعلن التليفزيون الإسرائيلي في 4 نوفمبر 2004 نبأ موت الرئيس عرفات سريريًا، وأن أجهزة "عرفات" الحيوية تعمل عن طريق الأجهزة الإلكترونية لا عن طريق الدماغ، وبعد مرور عدة أيام من النفي والتأكيد على الخبر من مختلف وسائل الإعلام، تم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر 2004. ودفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله، بعد أن تم تشييع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس، كما كانت رغبه عرفات قبل وفاته.