فين الأخلاق؟.. سؤال يبحث عن جواب.. لماذا غابت؟! ومتى تعود؟! هل فشلت الأسرة فى غرس الأخلاق فى الأبناء، أم أن ثقافة المجتمع تغيرت ووصلنا إلى مرحلة يرفع فيها البعض شعار أنا ومن بعدى الطوفان.. و«مليش كبير».. متى نصل لمرحلة انتصار الحق على الباطل والخير على الشر والأخلاق على الفساد والضمير على الإهمال؟ الفرد لا يحتاج الوصول لسن الرشد كى يحترم القيم والمثل العليا ويطبقها لأنها لا ترتبط بعمر وإنما بثقافة مجتمعية.. هل نواجه ثقافات دخيلة على المجتمع أم أن أمراض المجتمع تفاقمت وأصبحنا نصطدم بحالة من انعدام الضمير والمسئولية؟! أين ذهبت أخلاق زمان.. الشهامة.. الأدب.. احترام الكبير للصغير.. لماذا لا نطبق القيم التى أكدتها الديانات السماوية وأثابت من أصاب وعاقبت بها من أخطأ؟ الجميع يشعر بحنين للماضى لما نسميه «الزمن الجميل» على الرغم من غياب التقدم والتكنولوجيا، حيث كان يعلو فى هذا الزمن احترام المرأة على إهانتها بالسب أو الضرب أو السحل.. الذى يحترم فيه الصغير الكبير ويتبادلان العطف، الذى يشعر فيه المواطن بغيرة على وطنه وعرض بنت بلده.. هل ذهبت الشهامة والرجولة إلى غير رجعة، أم أننا نعيش فى أرض النفاق وعالم الخداع؟! الفن نفسه جسد تراجع الأخلاق والقيم فى شكل كوميديا ساخرة باكية وجميعنا يتذكر فيلم «أرض النفاق» للفنان القدير الراحل فؤاد المهندس.. هل نحتاج حقاً لحبوب الشجاعة والأخلاق والشهامة.. أم أننا قادرون على تخطى الصعاب بنوع من ضبط النفس وتطبيق تعاليم ديننا الحنيف؟ حوادث الطرق وإلقاء القمامة فى الشوارع وحرق الممتلكات العامة والخاصة.. لماذا لا يحافظ الفرد على مؤسسات الوطن وهى ملكية عامة نساهم جميعنا فى دفع ثمنها وكذلك فاتورة إصلاحها. لا ينسى أى منا مشهد حرق المجمع العلمى وغيره من المشاهد المماثلة، حيث رأينا من يرفع علامة النصر بعد الحرق ومن يشعر بنشوة الفرح ولا ننسى مشاهد استهدفت الإضرار بالدولة ومؤسساتها.. والسؤال: هل غاب الانتماء والولاء للوطن أم أن الفوضى والعشوائية تسيطر على المشهد بلا رقيب أو ضمير. .. الضمير لم يغب فقط فى علاقتنا مع الدولة وإنما فى العلاقات الإنسانية ويتجلى ذلك فى ظاهرة التحرش وحوادث السرقة والنهب التى ارتفعت معدلاتها وكذلك القتل. هل غابت القدوة؟! وهل أصبح الفساد هو المعلم الوحيد؟ هل غابت المسئولية والأسرة التى تنصح، والمدرسة التى تعلم، والمسجد والكنيسة اللذان يشاركان فى التربية.. هل يشارك الجميع فى جريمة قتل الأخلاق ومن المسئول؟ ومن يدفع الفاتورة التى يجب ألا يتحملها الوطن والأجيال المقبلة. هل نواجه صراعاً بين ضمائر حية، وأخرى ميتة، أم بين واقع فرضه مروجو الفوضى الهدامة، أم أن الهدم أسرع من البناء؟.. لا بد أن نكمل مرحلة البناء بعد قيام ثورتين سعتا لتحقيق الأمجاد وهدم الفساد وليس تقنينه وتكريسه.. وتحية تقدير للمجلس الاستشارى لعلماء وخبراء مصر لتصدر اهتماماته خطوات تنمية الأخلاقيات العامة والاهتمام بالصحة النفسية.