●● استقالة محمود علام مدير عام النادى الأهلى شجاعة بالتأكيد.. وكنت أتمنى أولا من الذين أمسكوا بتلك القصة الخبرية وتحدثوا عنها وكتبوها أن ينسبوا إلى الزميل أيمن أبوعايد رئيس القسم الرياضى بالأهرام أنه صاحب الانفراد وهو من كشف ما جرى قبل غيره، لكن نحن فى وقت ركوب جهد الآخرين. وامتطاء نجاحاتهم للأسف. وكنت أتمنى أيضا من الذين يرفعون شعارات نبيلة طوال الوقت، ويهتفون بالنضال، ويتحدثون عن أنهم جيل شباب بلاقدوة. كنت أتمنى ألا يخدعوا الرجل الذى وثق بهم، وفتح لهم قلبه قبل أن يفتح أبواب النادى. وقد يبدو ذلك أمرا صغيرا فى نظرهم، وإيه يعنى الغاية تبرر الوسيلة، كما قال ميكافيلى. والغاية شريفة، ومن أجلها يمكن أن نفعل أى شىء. ●● سوف تسمع ألف تبرير لهذا السلوك، فالأسطوانات التى تشدو بالحرية وبالوطنية وبالثورة وبالأخلاق جاهزة، وتدور وتظل تدور، وتدوى، وتظل تدوى، وتصم الأذن، وتبحث عما جاء فى تلك الهتافات الشريفة فلا تجد شيئا. ففى هذا الزمن تراهم يتحدثون كثيرا بما لا يفهمون وبما لا يعرفون، وبما لا يفعلون.. و.. وتراهم يهتفون بالقيم ومن أجلها، ثم تجدهم يبصقون على تلك القيم..؟
●● هل هى ظاهرة مجتمعية عامة.. هل الفوضى فجرت سوء الأخلاق فى الشارع وفى الملعب وفى المكتب وفى الميدان، أم أنها حالة رفض لماضٍ، ولحاضر، وحالة رفض من شباب لمجتمع يرون أنهم لم يشاركوا فى صياغته ولم يسمعهم أحد فيه؟!
●● أعتقد أن الفوضى هى التى أخرجت من الشخصية المصرية أسوأ ما فيها، وقد جعلت هذه الفوضى أفضل ما فى الشخصية المصرية يكمن، وينتظر، ويتوارى أمام الغوغائية. وصحيح أن كثيرا من القيم والمبادئ انهارت، وأن الوطن عاش سنوات لم يحترم فيها الإبداع وموهبة الفرد، وأراد الجهلاء والدخلاء إبتلاع كل ناجح وكل نجاح.. لكن الفوضى كانت كارثة، لأنها اغتالت القانون. اغتالته بمساعدة النخبة وأهل السياسة وتراخيهم، وترددهم فى مواجهة العنف، وتغاضيهم عن اختراق القانون والنظام العام.. وبدت بعض القوى والجماعات تستقوى بحشودها، وترضخ أمامها الدولة، ومع تكرار الحشد والرضوخ، أصاب جسد القانون مرضا يساوى السرطان، وهو على وشك أن يقتل الجسد ما لم تجر عملية جراحية حتى تنقذ هذا الجسد من الإستسلام وربما من شبح الموت.
●● على فكرة.. الفساد ليس فساد الذمم المالية وحدها كما يظن ويردد الجميع، فأسوأ من فساد الذمة، فساد الضمير والأخلاق. فعندما يغيب الضمير فى أمة، وعندما تغيب الأخلاق يصاب هذا المجتمع بالانهيار .. فمن لا يملك الضمير لن يعمل بجد، وتجده كثير الهتاف والكلام، قليل الفعل. ومن لا يملك الأخلاق، سيفعل المستحيل كى يسحب مجتمعه ومحيطه إلى مستنقع الفوضى والبلطجة، وهذا أكل عيش، إنه السبوبة المشبوهة التى أصابت المجتمع بكارثة الفوضى، وتلك الرايات الكبيرة ومن يرفعها أدمن السباب والشر والنفاق والخداع .. إنه لأمر موجع ومؤسف أن يرفع الكاذبون الاشرار رايات تحمل كلمات نبيلة لا يؤمنون بها ولا يرونها، ولا يعرفون كيف يقرأونها.. أنتم وراء الإحباط واليأس الذى أصاب المصريين وسوف يحاكمكم التاريخ بقسوة واحدا واحدا ومدعيا مدعيا.. والأسماء عندكم.. احفظ الأسماء أيها التاريخ؟