تنشر "الوطن" الكلمة الختامية، للمستشار إبراهيم الهنيدي، وزير العدالة الانتقالية، أمام المجلس العالمي لحقوق الإنسان، فى جلسة اعتماد تقرير المراجعة الدورية الشاملة لمصر، والتي أعلن فيها رئيس الوفد المصري، إبراهيم الهنيدي، تلقي توصيات المجلس، وقيام مصر بموافاة مجلس حقوق الإنسان بالرد النهائي في مارس من العام المقبل. نص الكلمة السيد الرئيس، السيدات والسادة، يطيب لي ابتداءً، أن أعرب عن صادق التقدير للاهتمام الكبير الذي لمسناه، من كل الوفود التي أدلت بمداخلات خلال جلسة المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان في مصر، وهو الأمر الذي يجسد الاهتمام الذي تحظى به تطورات أوضاع حقوق الإنسان في مصر، من جانب المجتمع الدولي، والحرص على مساندة الجهود المختصة الدؤوبة، التي تقوم السلطات المصرية بها في هذا الصدد. وإني إذ أعرب بالنيابة عن وفد جمهورية مصر العربية، عن خالص الشكر لما بدا من تقدير دولي - لا يجوز تجاهله - لمجمل أوضاع حقوق الإنسان في مصر، وهو التقدير الذي يعكس، برأينا، تفهم المجتمع الدولي للوضع الراهن الذي تمر به مصر في سبيل بناء دولة راسخة مستقرة، قوامها المواطنة واحترام حقوق المواطنين كافة دونما تمييز بينهم في ذلك، فإنني كلي ثقة تامة، بأن مصر ماضية بخطى ثابتة، دون توانٍ أو تردد، وبعزيمة صلبة لا تلين، نحو مستقبل مزدهر واعد لأبنائها كافة، تُصان فيه الحقوق والحريات وتتحقق فيه مبادئ الثورة، من عيش كريم وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية. ولعلي أنتهز هذه الفرصة، لأؤكد مجددًا عبر هذا المنبر الهام، وأمام أكبر تجمع معني بحقوق الإنسان على مستوى العالم، التزام مصر الراسخ بتعزيز وإعلاء وحماية حقوق الإنسان والحريات، إدراكًا منا بأن تمتع المواطنين بتلك الحقوق والحريات هو المدخل الطبيعي لأي إصلاح وتطوير نسعى جاهدين لتحقيقه، وتظل دائمًا تحديات كبيرة نحاول أن نتغلب عليها، على رأسها مكافحة الإرهاب الآثم بكافة أشكاله، وتجفيف منابعه بكافة صورها، في إطار احترام مبادئ حقوق الإنسان، والعمل على تنفيذها على الوجه الأكمل. ويحسب لمصر، أنها ورغم كل الظروف التي مرت بها في السنوات الأخيرة، اتخذت العديد من خطى الإصلاح والتطوير وفقًا للمعايير الدولية، بما مكنها من أن تعرض أمام جلسة المراجعة الدورية الشاملة الثانية، عناصر عقد اجتماعي جديد من الحقوق والحريات، يتجاوز بكثير التوصيات التي قدمت لها خلال دورة المراجعة الأولي في 2010، بعد أن رسخت ثورتاها لاحترام وحماية حقوق الإنسان وحريات كافة المواطنين دون تميز. السيد الرئيس، السيدات والسادة لقد أحيط وفد جمهورية مصر العربية، بالتوصيات بالغة الأهمية التي طرحتها الوفود الموقرة من الدول الشقيقة والصديقة، التي شاركت في جلسة المراجعة الدورية الشاملة، التي جرت في الخامس من نوفمبر 2014، علمًا بأن مصر تنظر بإيجابية لمعظم هذه التوصيات، والتي ستكون محل دراسة مستفيضة وبحث جاد من قبل جهات الاختصاص بمصر، لقبول الكثير منها، مما يعكس التقدير المصري لآلية المراجعة الدورية الشاملة. وقد حرص وفد مصر، على أن يكون الرد على هذه التوصيات بعد دراسة شاملة لها، على نحو دقيق من قبل كافة الجهات المعنية بتعزيز منظومة حقوق الإنسان في مصر، لاتخاذ الخطوات العملية لترجمة ما يقبل منها إلى واقع ملموس. السيد الرئيس، السيدات والسادة ختامًا، لا يفوتني التنويه في هذا المقام، بأن مصر تؤمن بأن المراجعة الدورية الشاملة، إنما تمثل فرصة سانحة لتبادل الآراء من أجل تعزيز حقوق الإنسان في العالم، كما شرعت مصر من واقع قناعاتها، بأهمية احترام ودعم حقوق الإنسان، في إجراء مراجعة ذاتية في سياق عملية التحول الديمقراطي الشامل، وترسيخ مبادئ سيادة القانون والحكم الرشيد.. شكرًا لكم يا سيادة الرئيس.