منزلك بلا أسلاك.. وشحن المحمول والحاسب «على الهواء»

قبل سنوات قليلة دفعت صناعة الاتصالات إلى الساحة بأنماط جديدة من شبكات الاتصالات اللاسلكية التى تعمل فى مدى قريب، يناسب احتياجات المكاتب والمنازل والمقاهى وقاعات الاطلاع والبحث، ويسهل التقاط إشاراتها من قبل كل الحاسبات المكتبية والمحمولة واليدوية والتليفونات المحمولة، فظهرت فى هذا السياق تكنولوجيا البلوتوث والواى فاى، والواى ماكس، واليود دبليو بى، والآر إف آى دى، وغيرها، فدشنت عصراً جديداً فى طرق النفاذ إلى المعلومات، يمكن وصفه بعصر الإنترنت الطائرة التى تركب الهواء وتنتشر فى كل الأجواء، حاملة ما لا يحصى من البيانات والمعلومات، ورفعت عن الملايين عبء تمديد الأسلاك والحفر فى حوائط منازلهم ومكاتبهم ومقاهيهم. اليوم تنتقل الموجة نفسها إلى عالم الطاقة، لتبدأ الاستعداد لتدشين عصر «الطاقة الطائرة»، التى تركب فيها الكهرياء الهواء، فتجعل اللمبات تضىء والأجهزة يتم إعادة شحنها بلا أسلاك، ويصبح بمتناول صاحب المنزل أو الشركة أو المقهى أن يوقف تمديدات الأسلاك ويكتفى بمنفذ واحد فقط للطاقة يأتى من الخارج، أما تمديدات وأسلاك الداخل فتلغى، لأن الهواء سيتكفل بكل شىء.
ويعد نقل الكهرباء لاسلكياً عبر الهواء تطوراً تشارك فيه علوم الطاقة وعلوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات معاً، فقد بدأ على استحياء منذ سنوات قليلة بتجارب جرت على شحن التليفونات المحمولة لاسلكياً، لتفادى مأزق تعدد أنماط وأنواع أدوات الشحن أو ضياعها أو نسيانها فى حين يكون صاحب التليفون فى مسيس الحاجة إلى إعادة شحن جهازه.
بعد نجاح الفكرة وظهور الشواحن اللاسلكية مع بعض التليفونات، انتقلت الفكرة لمجال أوسع، وهو محاولة نقل الكهرباء لاسلكياً إلى لمبات المنازل والمكاتب وبعض الأجهزة المنزلية والمكتبية التى تعمل على التيار الكهربى المنخفض.
وقد دفعت هذه الأبحاث إلى الساحة بمصطلح جديد هو «الواى كهرباء»، أو الكهرباء اللاسلكية، على غرار شبكات الاتصالات اللاسلكية «الواى فاى»، حيث تم إطلاق هذا المصطلح على شركة أمريكية ناشئة متخصصة فى بحوث وتطوير الكهرباء اللاسلكية.
إذا ما سارت خطط هذه الشركة كما هو مرسوم لها، فإن التليفونات المحمولة سوف تشحن وهى داخل جيبك بدون أدنى ضرر عليك أو تلامس مع أسلاك أو مقابس أو خلافه، والتليفزيونات سوف تعمل بدون أسلاك، والسيارات الكهربائية يمكن إعادة شحنها بالطاقة بلا أسلاك وهى متوقفة على الطريق بدون الدخول إلى المحطات والبقاء فيها لفترة طويلة.
تم حتى الآن تجربة الكهرباء اللاسلكية مع الحاسبات المحمولة والتليفونات المحمولة والتليفزيونات من خلال تزويد هذه الأجهزة بملفات رنين خاصة متصلة ببطاريات يتم تثبيتها فى الأجهزة ليتم شحنها ثم مد الجهاز بالتيار عبر البطارية، ويجرى الآن العمل على استخدام هذه التكنولوجيا فى إعادة شحن الأجهزة الطبية المساعدة كمنظمات ضربات القلب وسماعات الأذن المساعدة، وبعض الأجهزة الطبية الحساسة فى غرف الرعاية المركزة وغيرها.