أرادوا أن يكرموهم لأنهم يستحقون التكريم، فقد حققوا لمصر ما لم يحققه الأسوياء، سافروا لتمثيل مصر وكل منهم يحمل إعاقته بين جوانحه وعادوا ب15 ميدالية، رسمت البسمة على شفاه المصريين.. هم أبطال دورة الألعاب البارالمبية لذوى القدرات الخاصة التى عقدت مؤخراً فى لندن، كرمهم مجموعة من رسامى الجرافيتى برسمهم على جدران شوارع المعادى. «كل ما أردناه هو أن يأخذ هؤلاء الأبطال حقهم فى التكريم».. كلمات قالها أحمد الجلادى من اتحاد «هنرسم مصر»، تلك الحملة التى انطلقت لمدة يوم واحد بشوارع المعادى، ولم تقتصر كما قال الجلادى على مجرد رسم الجرافيتى، فالمنطقة التى تعانى من الإهمال، دفعتهم إلى دعوة بعض الجمعيات الخيرية، وعدد من شباب المنطقة إلى تنظيف الشوارع أولاً، ثم البدء فى دهان الحوائط انتهاء بزرع الأشجار على الأرصفة. «مش بس أبطال الأولمبياد اللى المفروض يتكرموا، بل يجب أن تتحول كل حوائط مصر إلى لوحة تضم وجوهاً وبورتريهات للشخصيات الوطنية الناجحة».. هذا الدور اعتبره أحمد أحد أهداف اتحاد «هنرسم مصر» الذى تم تأسيسه حديثاً، فمحو الحكومة لرسوم شارع محمد محمود مؤخراً دفع أحمد ومعه مجموعة كبيرة من فنانى الجرافيتى إلى التفكير فى كيان شرعى يضمهم لتزيين شوارع مصر وتحويلها إلى متحف مفتوح من خلال دهان الأسوار وتنظيف الشوارع وتشجيرها. إيمانه بأن «الجرافيتى مش مجرد رسمة ده رسايل سياسية» هو ما دفع مجدى لبيب فنان الجرافيتى إلى المشاركة فى هذا اليوم، الذى وقف بعيداً عن الجميع يتفنن فى رسم وجوه أبطال أولمبياد المعاقين مركزاً على ابتسامتهم، فرسومات محمد محمود من وجهة نظره، على الرغم من أنها كانت مجرد حصر لشهداء الألتراس فإنها كانت تؤرق الحكومة، قائلاً: «هدفنا الحقيقى مش بس المظهر الجمالى لشوارع مصر، هدفنا أننا نقول إن فى مصر شمس الحرية مش هتموت».