حدد الإسلام ضوابط العلاقة بين الرجل والمرأة ونظمها، بمختلف أشكالها، واهتم بجوانبها المتعددة، ولاسيما علاقة الأزواج، واجبات وحقوق كل طرف على الأخر، ودوما ما ترد الأسئلة المختلفة عن التعامل بين الرجل والمرأة في المجتمع، لاسيما التعامل بين الأزواج، وأغلب الأسئلة تكون حول المعاشرة بين الرجل المرأة من أكثر من جانب، ومن أبرز الجوانب التي يتساءل عنها البعض، هي حكم هجر الزوج لزوجته أو العكس. الملائكة تلعن من يهجر زوجته والعكس يرى البعض أنه مع زيادة أعباء الحياة، ودخول المرأة في الحياة العملية، أصبح هناك هدر في الحقوق الزوجية بين الزوجين، وفي كثير من الأحيان يهجر أحد الطرفين الآخر، ولكثرة الأسئلة التي ترد حول هذه المسألة، قال الدكتور ياسر السلمي الداعية الإسلامي و الباحث في التراث الإسلامي، في تصريح خاص ل«الوطن» أن هجر الزوجة لزوجها أو هجر الزوج لزوجته حرام شرعا، قائلا: «لا يجوز لأحد الطرفين أن يمتنع عن الطرف الآخر إلا لوجود عذر». وأشار الداعية الإسلامي، إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عليها لَعَنَتْهَا الملائكة حتى تصبح»، موضحا أن نصوص القرآن والأحاديث تؤخذ بالتجريد، قائلا: «التجريد يعني أن نطبق ما ذُكر في الآية أو الحديث على مختلف الأمور المشابهة، الأخذ بمغزى القول الشريف –الأحاديث أو الآيات الكريمة- والهدف والدرس المستفاد، والعمل على تطبيقه، وبناءً على التجريد، فليس فقط المرأة التي تأبى معاشرة زوجها تلعنها الملائكة حتى الصباح، إنما الرجل أيضا يُلعن إذا هجر زوجته». المساواة بين الطرفين واجبة وأوضح أن العلاقة الزوجية في الأساس قائمة على المساواة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النساء شقائق الرجال»، والشق يعني النصف، ونصف الشيء يكون مماثلا له، إذا فالمساواة بين الطرفين واجبة، لافتًا إلى إلى قول الله تعالى: «ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف». وأضاف «السلمي»، أن استخدام العلاقة الزوجية كسلال لابتزاز أو إخضاع الطرف الآخر هو أمر محرم في الشرع، لأنه يتنافى مع قوله عز وجل: «وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً»، ويتنافى أيضا مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"».