لا خلاف أن حركة السكك الحديدية فى مصر، التى تربط كافة أقاليم مصر من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، هى روح هذا الوطن الكبير، وعلامة من علامات تحضره وتميزه، والوسيلة الوحيدة التى تختصر الوقت والمسافات، وتحقق معدل الأمان بنسبة كبيرة، قياساً لما نراه ونسمعه عن الطرق السريعة البديلة فى بلادنا التى تلتهم أبناءنا ببشاعة فى حوادثها الخطيرة بصفة يومية، إلا أن المتابع لحركة القطارات فى الفترة الأخيرة على كافة الاتجاهات ليحزن لما وصلت إليه هذه الحركة، من جمود وأعطال وتأخير ومشاكل لا أول لها من آخر، نابعة عن سوء الإدارة فى الأساس، ولأننى واحد ممن يستخدمون هذه الخدمة أكثر من مرتين فى الأسبوع، ما بين القاهرةوالإسكندرية، ارتباطاً بعملى الجامعى، فإننى أعانى بشكل غير مسبوق من تردى الخدمة فى قطاراتنا المكيفة والفاخرة (وما أدراكم بغير المكيفة)، ففى الوقت التى يخرج فيه القطار فى موعده من محطته سواء فى القاهرة أو الإسكندرية وهذا محمود له إلا ونفاجأ بتعطله فى أول الطريق أو منتصفه، وحينما نسأل عن أسباب العطل، يرد علينا رئيس القطار، الرد المتكرر كل مرة بأنه عيب فى الجرار يا بشوات، وهنا يطرح السؤال نفسه، ألم تشتر مصر وتحديداً منذ 2010 م عشرات الجرارات من مختلف بلدان العالم لعلاج هذه المشكلة المقيتة والمكررة والأزلية، وتحديداً من أوروبا واليابان؟ أين ذهبت هذه الجرارات الجديدة؟ ثم كيف يخرج القطار من مخزنه، ولم تقم له الصيانة اللازمة، مما يؤدى إلى مثل هذه المشكلات مجتمعة؟ لقد تسببت رحلتى الأخيرة من القاهرة إلى الإسكندرية يوم 20 أكتوبر فى تمام الساعة السادسة مساء فى قطار رقم 921، الذى تعطل فور خروجه من محطة مصر بسبب الجرار إلى فقدان مجموعة من المسافرين معى لموعد سفرهم عبر مطار برج العرب من الإسكندرية إلى السعودية.