«الجرارات هى السبب الأساسى فى التأخير، لأن حالتها خربانة وبتعطل كتير». يقولها أحد ميكانيكية الجرارات رفض ذكر اسمه بورشة أبى وافية التى يتم فيها الكثير من أعمال إصلاح الجرارات. يجلس مع مجموعة من زملائه فى غرفة شديدة القذارة، مليئة بالعشرات من قطع الغيار التالفة، تستخدم كمخزن واستراحة للعمال. الغرفة خالية من الكراسى، يبحث كل منهم عن كتلة معدنية خالية من النتوءات وسط قطع الغيار، ليستريح عليها من يوم عمل مرهق. توقف تصنيع قطع غيار جرارات «هينشل» الألمانية التى يرجع بعضها إلى أواخر السبعينيات وبدايات الثمانينيات. «بنجيب قطع الغيار الناقصة من الجرارات الكهنة»، كما يشرح الميكانيكى، مشيرا إلى عدة جرارات تمت إحالتها للتقاعد. مسئولية الميكانيكى فى هذه الحالة هى أن يبحث عن مصدر عطل الجرار وتشخيص القطعة التالفة التى تحتاج لاستبدال. ثم يبدأ فى التنقيب داخل الجرارات المكهنة عن قطعة مازالت صالحة لكى يركبها فى الجرار العامل. «الجرارات القديمة قربت تفضا من كتر ما أخدنا منها، ومش عارفين حنعمل إيه بعد كده» ويقول إنه يتم وضع قطع الغيار الأقدم والأقل كفاءة فى جرارات الوجه البحرى لقصر المسافة التى تقطعها مقارنة بجرارات الوجه القبلى، وأنه فى حالة وجود عطل طارئ فى أحد الجرارات بمحطة مصر، فإن الأولوية للقطارات المكيفة فى الحصول على جرار سليم، حتى لو تم ذلك بتأخير قطار آخر من القطارات غير المكيفة. «يشكو زميل له من تحمل الميكانيكية مسئولية الأعطال رغم أنهم يقومون بأقصى جهودهم». «الجزاءات والخصومات شىء عادى وطبيعى واتعودنا عليه»، يقولها متهما هيئة السكة الحديد بتقديمهم «كبش فداء» لأخطاء ليس بيدهم ولا مسئوليتهم إصلاحها. يقول إن كل جرار تتم صيانته مرتين شهريا، إلا أن أغلب عملهم ومجهودهم يكون فى إصلاح العوارض، أى الجرارات التى تتعطل أثناء السفر، والتى قد تصل إلى 6 أعطال فى اليوم الواحد. الجرارات الجديدة ،التى يعمل منها فى الخدمة الآن 30 جرارا، توفر الكثير من العمل للميكانيكية، فإضافة إلى قلة أعطالها، يقوم كمبيوتر الجرار بتحديد مكان العطل. إلا أن العمال أكدوا أن حال الخدمة لن ينصلح إلا باستبدال جميع الجرارات القديمة.