الاتحاد الأوروبي يتجه لزيادة أسعار الفائدة بسبب مواجهة التضخم

ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية مرة أخرى، يوم أمس الأربعاء، بعد تأخير في عملية الموافقة الألمانية على خط أنابيب رئيسي جديد من روسيا، وسط توقعات بألا يتم تشغيله حتى مارس من العام المقبل.
ألمانيا تعلق تشغيل خط أنابيب
وعلقت هيئة تنظيم الطاقة في ألمانيا عملية تشغيل خط أنابيب نورد ستريم 2 يوم الثلاثاء، مما قلل من الآمال في أنه سيوفر أي إمدادات غاز كبيرة إلى أوروبا في أشهر الشتاء الباردة.
وأثارت التأخيرات في عملية الموافقة مخاوف من أن تواجه أوروبا، التي تحصل على ثلث احتياجاتها من الغاز من روسيا، انقطاع التيار الكهربائي بسبب انخفاض الإمدادات.
وواجه مشروع نورد ستريم 2 معارضة شديدة من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، التي تقول إنها ستجعل أوروبا تعتمد بشكل كبير على روسيا في الحصول على الغاز، بحسب وكالة تاس الروسية.
ارتفاع أسعار الغاز نتيجة معدلات التضخم
لكن الحكومات الأوروبية الأخرى تقول إن الرابط الجديد حيوي لتأمين إمدادات الطاقة، حيث أدى ارتفاع الأسعار إلى زيادة معدلات التضخم بالفعل، وقفز سعر الغاز الشهر المقبل في هولندا، الذي يعتبر معياراً لأوروبا، يوم الأربعاء، 8% إلى 101.60 يورو لكل ميجاواط / ساعة.
وتشير ورقة بحثية صادرة عن جميعة الطاقة الألمانية، إلى توقعات بارتفاع سعر الغاز في بداية العام المقبل، حيث لا تتوقع السوق الأوروبية الآن أي تدفقات رئيسية عبر نورد ستريم 2 حتى وقت متأخر من موسم التدفئة الشتوي.
وقفز العقد الهولندي للغاز في يناير بنسبة 7.8% إلى 101.61 يورو لكل ميجاواط / ساعة، بينما ارتفع عقد سعر الغاز بالجملة البريطاني للأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022 بنحو 12% إلى 2.45 جنيهًا للحرارة.
حد أقصى للأسعار لتخفيف آثار التضخم
وتسعى الحكومات الأوروبية جاهدة لتخفيف الضربة التي يتعرض لها المستهلكون والشركات بإجراءات مثل وضع حد أقصى للأسعار والإعانات، وتتغذى أسعار الطاقة المرتفعة في أوروبا وحول العالم بالفعل على التضخم، والذي قد يدفع بدوره صانعي السياسة إلى رفع أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعًا.
وأظهرت البيانات المنشورة يوم الأربعاء أن معدلات التضخم في كل من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا قفزت فوق 4% في أكتوبر، أكثر من ضعف أهداف البنك المركزي، مع ارتفاع أسعار الغاز التي يدفعها المستهلكون البريطانيون، على سبيل المثال، بنسبة 28%.
كما تعززت أسعار الغاز في أوروبا بسبب انخفاض الصادرات هذا الأسبوع من النرويج ، وهي مورد رئيسي آخر لبريطانيا والاتحاد الأوروبي، بسبب أعمال الصيانة في بنيتها التحتية.
يعد خط الأنابيب، الذي يمر عبر بيلاروسيا، التي تمر بأزمة مهاجرين ومواجهة مع الغرب، أحد المسارات الرئيسية لصادرات الغاز الروسي إلى أوروبا.
ومما زاد المخاوف بشأن الانقطاعات المحتملة لصادرات الغاز من روسيا، حذر الزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو من أنه قد يغلق خط الأنابيب في خلاف مع الاتحاد الأوروبي.