شنّت طائرات تابعة للائتلاف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدة صباح أمس غارات جديدة على مواقع لتنظيم «داعش» فى جنوب غرب مدينة «كوبانى» السورية المحاذية لتركيا، حسبما أفادت صحفية فى وكالة «فرانس برس» على الحدود التركية، وشوهد على الفور عمودان من الدخان الكثيف يتصاعدان من الموقعين المستهدفين فى المدينة الكردية. وتواصلت المعارك صباح أمس بين المقاتلين الأكراد وتنظيم «داعش»، وقد امتدت لتشمل جنوب وغرب المدينة بعد سيطرة «داعش» على ثلاثة أحياء فى شرقها إثر أيام من القصف المركّز. من جهته، أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان أن التحالف شنّ غارات أخرى مساء أمس الأول على الجانب الشرقى من «كوبانى»، وعلى أطرافها الجنوبيةالغربية، سعياً لوقف تقدم مقاتلى تنظيم «داعش». وأشار مدير المرصد رامى عبدالرحمن، إلى أن غارات التحالف تسببت فى مقتل 34 مقاتلاً من تنظيم داعش و16 مقاتلاً كردياً. وكان تنظيم داعش قد سيطر مساء أمس الأول على ثلاثة أحياء فى شرق «كوبانى»، وقال مدير المرصد رامى عبدالرحمن إن «داعش سيطروا على أحياء المدينة الصناعية ومقتلة الجديدة وكانى عربان فى شرق كوبانى بعد معارك عنيفة بينهم وبين وحدات حماية الشعب الكردى»، وذلك بعد ساعات فقط على دخول مقاتلى «التنظيم» المتطرف «كوبانى»، وأضاف أن «المدنيين القاطنين فى الأحياء الشرقية لكوبانى فروا إلى تركيا المجاورة. وقال صحفى كردى فى «كوبانى» إن مدنيين أخلوها بطلب من المسئولين العسكريين الأكراد الذين يقاتلون دفاعاً عنها، وأضاف المسئول فى نقابة الصحافة فى «كوبانى» مصطفى بالى، أن «ألفى مدنى أخلوا المدينة بعد طلب المسئولين العسكريين الأكراد منهم ذلك، لقد أعلنوا كوبانى منطقة عسكرية». ووصف صالح مسلم محمد رئيس حزب «الاتحاد الديمقراطى الكردى» الغارات التى شنّها التحالف الدولى على تنظيم داعش حول «كوبانى»، بأنها «لم تكن ذات فائدة كبيرة»، لغياب القوى البرية الضرورية لقتال «داعش»، معتبراً أن هناك مساومات سرية على الأكراد. وعلى صعيد آخر، أعلن الجيش الأمريكى أمس الأول أنه استخدم للمرة الأولى مروحيات فى العمليات التى ينفّذها ضد تنظيم «داعش» فى العراق، فى تطور يمثل تصعيداً فى إدارة النزاع ويعرّض الجنود الأمريكيين لخطر أكبر، وقالت القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى إن مروحيات شاركت فى العمليات التى نُفذت يومى الأحد والاثنين الماضيين فى العراق، فى الوقت الذى تواجه فيه القوات العراقية صعوبة فى التصدى لجهاديى «داعش» فى غرب البلاد، وقال الميجور كورتيس كيلوج إن المروحية «تتمتع بقدرات تحتاج إليها الحكومة العراقية، وهذه القدرات كانت لازمة، وقد تم توفيرها وهى تتناسب مع الأهداف التى كان مطلوباً ضربها». وأعلن مسئولون فى «البنتاجون» أمس الأول أن 10% فقط من الغارات الجوية التى تستهدف -منذ أغسطس الماضى- جهاديى «داعش» تشنها طائرات دول أوروبية وعربية، وقال المسئولون إن الطائرات الأمريكية شنّت منذ 8 أغسطس، 1768 غارة جوية، فى حين شنت الطائرات التابعة لبقية أعضاء التحالف الدولى 195 غارة جوية. وفى سياق منفصل، أكد مسئولون بريطانيون صحة الأنباء التى تحدثت عن تسليم تركيا مقاتلين أوروبيين لتنظيم داعش، مقابل الإفراج عن رهائنها، وقال المسئولون البريطانيون فى تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) أمس، إن التقارير التى تفيد بأن تركيا بادلت «جهاديين»، من بينهم بريطانيون سجناء لديها بدبلوماسييها الذين كانوا محتجزين لدى تنظيم داعش تحظى «بالمصداقية». وكانت جريدة «التايمز» البريطانية قد ذكرت أن تركيا سلمت «داعش» 180 من المقاتلين المتشددين مقابل الإفراج عن 49 تركياً كانت قد اختطفهم «التنظيم» فى مقر القنصلية التركية بالعراق. وأعلنت تقارير إعلامية أن الشرطة فى إسطنبول وست مدن تركية أخرى اشتبكت مع مئات المتظاهرين المحتجين على تقدم تنظيم داعش فى بلدة «كوبانى»، وقالت وكالة «دوغان» الإخبارية أمس إن الاشتباكات اندلعت فى العديد من المدن المجاورة لإسطنبول مساء أمس الأول، حيث أقام المحتجون حواجز، وألقوا الحجارة والألعاب والقنابل النارية على الشرطة وأضرموا النار فى حافلة، وأضافت الوكالة أن شرطياً واحداً أصيب فى الاشتباكات، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق احتجاجات مماثلة فى مدن «ديار بكر» و«باتمان» و«فان» و«سيناك» و«سانلى أورفا» و«هكارى».