هل يعقل ما نقرأه ونسمعه من أن الجماعة الإرهابية تنوى أن تعكر على المصريين صفوهم فى أيام عيد الأضحى المبارك؟! الذى يأتى متزامناً -وهذه إرادة الله- باحتفالات المصريين بانتصارات أكتوبر المجيدة، وعبور الخطوط المنيعة، ورفع الراية المصرية خفاقة فوق أرض سيناء الطاهرة. أما حجة هؤلاء المُغيبين عن الواقع، فهى رفضهم للاحتفال بانتصارات أكتوبر المجيدة فى ظلال العيد باعتبار أنها احتفالات تأتى فى سياق حكومة الدماء والانقلاب! متغافلين أو متناسين احتفالاتهم المضحكة فى زمن مرسى وجماعته بنصر أكتوبر فى عام 2012، فى تلك السنة المظلمة الكئيبة، التى سقطت يقيناً من ذاكرة كل المصريين، حينما جمع السيد مرسى فى استاد القاهرة جماعته وأهله وعشيرته وشيوخ الفتنة، وقتلة رمز النصر فى حرب أكتوبر، البطل الشهيد -محمد أنور السادات- ليخطب فيهم بخطبه البلهاء، ومعلقاته الهيفاء، ظناً منه بأنه أحد أبطال النصر ورجال العبور فى اليوم المشهود، وليعد المصريين بأنه سيقضى على مشكلات النظافة وأنابيب الغاز والمرور فى مائة يوم، وهو ما لم يتحقق بالطبع، حينما ذهبت أحلامه أدراج الرياح. والسؤال الذى يطرح نفسه هنا.. متى يفيق هؤلاء الناس ويصحون من أحلام اليقظة وأوهام الخيال؟ ومتى يتعاملون مع الواقع بنبضه الحى وسياقه العقلانى؟ أم أنهم ما زالوا يعيشون نبوءة شيخ الفتنة صفوت حجازى حينما أقنعهم بأن مرسى قادم لا محالة، وأن مقعده محجوز فى قصر الرئاسة؟ إننى أريد أن أنصحهم من هذا المنبر الأغر، ونحن فى انتظار عيدين.. عيد الأضحية الكبير ووقفة عرفات المهيبة، وعيد الزهو والنصر الشريف على العدو الأزلى لكل العرب والمصريين.. عيد أكتوبر المجيد.. أفيقوا من غفلتكم وتعايشوا مع أهلكم المصريين من قلب الواقع الجديد، واجعلوا أعيادنا أعياداً للتسامح والتوحد والمحبة.. أفيقوا يرحمكم الله.