«أدعو المصريين إلى التمسك بالصبر والأمل»، بتلك الكلمات بدأ الدكتور هانى عبدالله الكاتب، عضو المجلس الاستشارى ل«علماء مصر»، حديثه ل«الوطن»، مؤكداً أن مصر لديها موارد كافية وعالية الكفاءة لحل مشكلاتها، لكن على المصريين العمل والصبر والتمسك بالأمل، مؤكداً أن حل مشكلات مصر سيتم باستخدام الشمس ومياه البحر والصحراء والموارد البشرية. وقال «الكاتب» إن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بالعلماء شمل الحديث حول مشكلات مصر وطرق حلها، إذ جاء إنشاء المجلس بهدف تنمية مصر، وعلى القيادات فى المجالات كافة والشعب بأكمله أن يساند الدولة فى هذه الظروف الصعبة. وكشف الكاتب عن طلبه من الرئيس وضع استراتيجية للتنمية على المدى البعيد. و«الكاتب» حصل على درجات علمية فى الزراعة ودراسة الغابات وعلم الإحصاء الحيوى، وشارك فى العديد من الأبحاث والأنشطة فى مجال الزراعة فى كثير من دول العالم، وقدم مبادرة لتنمية صحراء مصر باستخدام مياه الصرف الصحى، ونفذ مشروعات عدة لإعادة تأهيل وإدارة الغابات فى كل من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. * كيف دار اللقاء الأول للمجلس العلمى الاستشارى مع الرئيس؟ - ناقشنا العديد من المشكلات التى تعانى منها مصر، وكيف يمكن حلها، وتلك ستكون أولى المهام التى سنعمل على بحثها، والرئيس تكلم فى أمور كثيرة، ويمكن أن نقول إن هناك أملاً لحل تلك المشكلات. ونقلت للرئيس أننا نحتاج إلى خطة استراتيجية على المدى الطويل لعلاج المشكلات فى مصر. * فى رأيك، ما مؤشر استعانة الرئيس بعلماء مصر فى هذا التوقيت الصعب؟ - هذا المجلس سيعمل من أجل تنمية مصر، وتلك الخطوة جيدة جداً فى سياسات الدولة الحالية، لأنه ينقصنا الاستعانة بالعقول التى تفهم. والجميع يتعين أن يساعد فى تنمية مصر وليس فقط المجموعة العلمية المختارة، فعلى كافة القيادات والشعب أن يساند الدولة فى تلك الظروف الصعبة، ولا بد من حل المشكلات بالعقول، وتلك الخطوة فى نظرى أكثر من ممتازة. * ما تقييمك للرئيس بعد لقائك المباشر معه؟ - الرجل على معرفة بالمشكلات الموجودة فى مصر، وعلى وعى تام بكل ما يحدث فى الدولة، ويسعى للإصلاح. و«السيسى» متفهم إلى حد كبير، فهو مسئول سياسى وليس من مهامه أن يلم بكل صغيرة وكبيرة، لكنه ملم بكل الأزمات، ويرغب فى حل تلك المشكلات. * كيف يمكن الاستفادة من الموارد الطبيعية فى التنمية وفق تخصصك فى الزراعة والاستصلاح؟ - مجالى يشمل الزراعة والغابات وإدارة الموارد، وهى أهم نقطة سنعمل عليها، وذلك من خلال استغلال الموارد المتاحة فى مصر، وتشمل الشمس ومياه البحر، والصحراء والموارد البشرية، فمصر لديها مشكلات كثيرة، وأفضل شىء لحلها استخدام هذه الموارد المتاحة. وسيتم استخدام الشمس فى إنتاج الطاقة، وتحلية مياه البحر، نظراً للنقص المائى الذى لدينا، والاستعانة بها فى زراعة مساحات واسعة من الصحراء، وبناء مدن جديدة صديقة للبيئة، فالجمال لم يعد له مكان فى مصر، ولا بد من العودة إليه مرة أخرى وإعادة بلدنا لتكون جنة كما اعتدنا، والموارد البشرية ستنفذ كل ذلك. * وكم الفترة الزمنية التى ستحتاجونها لتحقيق ذلك؟ - هذا السؤال فى منتهى الصعوبة، فكلما بدأنا مبكراً سيكون أفضل، وسنضع خطة عمل لمدة سنة، وسنعمل على زراعة مساحات كبيرة، ونسعى لإعادة بناء مصر بطريقة مختلفة والبعد عن المشكلات الموجودة. وهذا الإطار سيحتاج إلى وقت طويل، وسنتجه للصحراء لتحقيقه، ونحتاج إلى كوادر، لكن الموارد متاحة لحل مشكلاتنا. * كيف ترى مصر بعد عودتك من الخارج؟ - أصبت بالصدمة نتيجة تراكم القمامة فى الشوارع وقبح المبانى، ولذا من الصعب أن يستمتع أى شخص يأتى إلى مصر ويستمتع بالجمال، ويتعين إعادة بناء مصر مرة أخرى، للمصريين أولاً والقادمين من الخارج ثانياً، فضلاً عن توفير النظافة والجمال لتعود السياحة إلى سيرتها الأولى، وأعتقد أنه فى حال سرنا فى الطريق الصحيح سيتم حل تلك المشكلات كلها. وأرفض الحديث عن نقص الإمكانيات، فصحيح لدينا نقص فى التمويل، لكن ليست تلك المشكلة فلدينا موارد كثيرة وستكون هى الحل. * وما نصيحتك لأبناء مصر خلال تلك الفترة العصيبة؟ - عليهم أن يعلموا أن مصر لديها موارد كافية، وستسهم بكفاءة عالية فى حل مشكلاتنا، لكن أدعو المصريين إلى العمل، فبعض الزملاء فى المجلس قال خلال الاجتماع إن متوسط الوقت الذى يقضيه الشخص فى العمل 23 دقيقة يومياً، وحالياً نحتاج إلى العمل والبناء، ويتعين وضع حلول لأزمة مصر على أن يتمسك الشعب المصرى بالصبر والأمل، فكم المشكلات كثير جد، وسنحتاج إلى وقت لإيجاد حلول لها.