«عفواً الخدمة مُعطلة حتى الثامنة مساء»، رسالة واحدة فى استقبال قاطنى مدينة الشيخ زويد، الاستنجاد بمرفق الإسعاف أصبح بالنسبة لهم ضرباً من الجنون، فثمة قرار صدر رسمياً منذ أيام بوقف تشغيل عربات الإسعاف خلال ساعات النهار، ورغم الثورة التى خلفها وراءه، لم يذكر المسئولون أى شىء عن دوافعه. المواطن السيناوى يعيش بين نارين؛ نار وقف تشغيل سيارات الإسعاف، ولهيب انتظار موت الحالات الطارئة نتيجة توقف الخدمة عن نجدتهم، بحسب أحمد على، أحد السكان، الذى تعرضت زوجته لوعكة صحية مفاجئة، نتيجة مرضها بالقلب، استلزم معه نقلها إلى مستشفى الشيخ زويد المركزى، فحاول مهاتفة الإسعاف، وبعد طول انتظار كان الرد «الخدمة لا تعمل قبل حلول المساء». صدى واسع بين أهالى الشيخ زويد خلفه القرار سالف الذكر لم يلق ارتياحاً أيضاً من قبل د.طارق خاطر، وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء: «مش راضى عن القرار لكن نظراً للظروف الأمنية المتوترة اللى بتفقدنا أرواح رجال إسعاف لا ذنب لهم سوى إنقاذ حياة مرضى آخرين، اضطررنا لقبوله على مضض»، حوادث عديدة وقعت مؤخراً راح ضحيتها رجال الإسعاف، واستخدمت عرباتهم فى عمليات إرهابية: «المتطرفون فخخوا عربية إسعاف قبل أيام دون وقوع ضحايا، وتعرضوا للتهديد وإطلاق النار عليهم، لذا السيارات تتوجس السير فى الشوارع دون تأمين كافٍ». «أولى خطوات الإسعافات الأولية سلامة المُسعف.. فكيف يأتى ذلك فى مناطق مشتعلة بالإرهاب والصراعات؟!»، سؤال رد به د.أحمد الأنصارى، نائب رئيس هيئة الإسعاف، على سيل الانتقادات التى طالته مؤخراً. «الأنصارى» أكد أن هيئة الإسعاف ووزارتى الصحة والداخلية أكثر الجهات المستهدفة بطول خط مدينة الشيخ زويد ورفح وربما العريش كلها، لذا لا نريد تحميل رجال الأمن فوق الطاقة: «طبعاً فكرت فى حراسات تؤمن عربات الإسعاف لكن وجدت أننا سنكون مستهدفين بصورة أكبر».